بنك الرياض: استمرار تقلص هوامش الربح على الاقراض

12/04/2010 4
محمد الخليص

كما هو معروف فإن مصدر الدخل الرئيسي للبنوك التجارية يأتي عن طريق فرق السعر بين الفائدة التي يحصل عليها البنك من اقراضه للأموال وسعر الفائدة التي يعطيها للمودعين ، ويسمى هذا الفرق لدى البنوك السعودية بصافي العمولات الخاصة .. وخلال الفترات الماضية (اخر 4 سنوات تقريبا) بدأت هوامش الربح هاته بالتراجع لدى البنوك السعودية ، ولكن قبل أن نحدد أسباب التراجع دعونا نلقي نظرة على هذا المؤشر بالنسبة لبنك الرياض كونه قد أعلن نتائجه يوم أمس.

كما يلاحظ من الجدول أعلاه فإن هامش الفائدة (معدل الفرق بين سعر مايقرضه البنك وسعر مايعطيه للمودعين) تراجع من 2.7 % في الربع الاول 2009 إلى 2.3 % في الربع الاول 2010 ، أو بمعنى آخر أن البنك كان بامكانه زيادة الارباح بـ 175 مليون ريال خلال الربع الاول 2010 لو حافظ على هامش الفائدة عند مستواها العام الماضي (2.7 % بدلا من 2.3 %).. لاحظ ان ذلك يمكن استنتاجه بالنظر من الجدول أعلاه فبينما تزيد الموجودات فإن صافي العمولات الخاصة تنخفض نظرا لانخفاض هوامش الفائدة..

طبعا تعد العوائد من العمولات الخاصة أهم مؤشر للربحية حيث ان البنود التي تأتي تحت ذلك في قائمة الدخل متذبذبة دائما كونها تشمل على ايرادات الاستثمارات ومخصصات الائتمان وغيرها من البنود المتذبذبة..

الآن دعونا نلقي نظرة أخرى لهذا المؤشر على مدى أبعد يشمل السنوات الاربعة الماضية

لاحظ أنه بالرغم من ارتفاع متوسط الموجودات بحوالي 120 % بين عامي 2005 و 2009 إلا أن صافي العمولات الخاصة لم ترتفع إلا بـ 63 % فقط وذلك بسبب تراجع الهوامش بحوالي نقطة مئوية كاملة (ملاحظة نقطة مئوية بالنسبة لبنك الرياض تعادل 1.7 مليار ريال)..

هذا الاتجاه ليس مقتصرا على بنك الرياض لوحده وإنما يشمل جميع البنوك السعودية تقريبا وهناك عدة اسباب لذلك ولكن سأكتفي بالسببين الرئيسيين وهما تراجع اسعار الفائدة خلال هذه الفترة (ينتج عن ذلك انخفاض هوامش الربح لمعظم البنوك السعودية بسبب كون جزء هام من ودائعها ودائع جارية لا تستحق فوائد) ، أما السبب الثاني فهو انخفاض نسبة السندات الحكومية (ذات العائد الجيد) من اجمالي الموجودات خلال الفترة وبالتالي تراجع مساهمتها في العمولات الخاصة.

وهذا الاتجاه التنازلي في هوامش العمولات الخاصة سينعكس للأعلى ما إن تبدأ اسعار الفائدة بالارتفاع مرة أخرى ربما بدءا من العام القادم..