كما هو معروف فإن مصدر الدخل الرئيسي للبنوك التجارية يأتي عن طريق فرق السعر بين الفائدة التي يحصل عليها البنك من اقراضه للأموال وسعر الفائدة التي يعطيها للمودعين ، ويسمى هذا الفرق لدى البنوك السعودية بصافي العمولات الخاصة .. وخلال الفترات الماضية (اخر 4 سنوات تقريبا) بدأت هوامش الربح هاته بالتراجع لدى البنوك السعودية ، ولكن قبل أن نحدد أسباب التراجع دعونا نلقي نظرة على هذا المؤشر بالنسبة لبنك الرياض كونه قد أعلن نتائجه يوم أمس.
كما يلاحظ من الجدول أعلاه فإن هامش الفائدة (معدل الفرق بين سعر مايقرضه البنك وسعر مايعطيه للمودعين) تراجع من 2.7 % في الربع الاول 2009 إلى 2.3 % في الربع الاول 2010 ، أو بمعنى آخر أن البنك كان بامكانه زيادة الارباح بـ 175 مليون ريال خلال الربع الاول 2010 لو حافظ على هامش الفائدة عند مستواها العام الماضي (2.7 % بدلا من 2.3 %).. لاحظ ان ذلك يمكن استنتاجه بالنظر من الجدول أعلاه فبينما تزيد الموجودات فإن صافي العمولات الخاصة تنخفض نظرا لانخفاض هوامش الفائدة..
طبعا تعد العوائد من العمولات الخاصة أهم مؤشر للربحية حيث ان البنود التي تأتي تحت ذلك في قائمة الدخل متذبذبة دائما كونها تشمل على ايرادات الاستثمارات ومخصصات الائتمان وغيرها من البنود المتذبذبة..
الآن دعونا نلقي نظرة أخرى لهذا المؤشر على مدى أبعد يشمل السنوات الاربعة الماضية
لاحظ أنه بالرغم من ارتفاع متوسط الموجودات بحوالي 120 % بين عامي 2005 و 2009 إلا أن صافي العمولات الخاصة لم ترتفع إلا بـ 63 % فقط وذلك بسبب تراجع الهوامش بحوالي نقطة مئوية كاملة (ملاحظة نقطة مئوية بالنسبة لبنك الرياض تعادل 1.7 مليار ريال)..
هذا الاتجاه ليس مقتصرا على بنك الرياض لوحده وإنما يشمل جميع البنوك السعودية تقريبا وهناك عدة اسباب لذلك ولكن سأكتفي بالسببين الرئيسيين وهما تراجع اسعار الفائدة خلال هذه الفترة (ينتج عن ذلك انخفاض هوامش الربح لمعظم البنوك السعودية بسبب كون جزء هام من ودائعها ودائع جارية لا تستحق فوائد) ، أما السبب الثاني فهو انخفاض نسبة السندات الحكومية (ذات العائد الجيد) من اجمالي الموجودات خلال الفترة وبالتالي تراجع مساهمتها في العمولات الخاصة.
وهذا الاتجاه التنازلي في هوامش العمولات الخاصة سينعكس للأعلى ما إن تبدأ اسعار الفائدة بالارتفاع مرة أخرى ربما بدءا من العام القادم..
استاذ محمد .. هل يمكن ان تشرح لي المعادله التي استنتجت منها بأن النقطه المئويه لبنك الرياض تساوي 1.7 مليار ريال؟؟
أخ محمد ... (وهذا الاتجاه التنازلي في هوامش العمولات الخاصة سينعكس للأعلى ما إن تبدأ اسعار الفائدة بالارتفاع مرة أخرى ربما بدءا من العام القادم..) اللي فهمته من الجملة الأخيرة أن ارباح الشركات في 2011 راح تكون افضل من الان لان اسعار الفائده ستعود للارتفاع... طيب اسعار الفائده كانت مرتفعه في 2007 و 2008 ومع ذلك العمولات الخاصة للبنوك تراجعت ماهو السبب في ظنك؟؟ بالنسبة للسندات الحكومية لا اعتقد ان جميع البنوك تساهم فيها بنسب كبيرة يكون لها تاثير على متوسط عوائد العمولات الخاصة؟؟ شكرا لك
هل المنافسة ايضا لها دور يا اخ محمد ؟؟
الى الاعزاء اعلاه الذين شرفوني هنا،،، بالنسبة كيف 1% تعادل 1.7 مليار فلاننا نحسب الهامش في الجدول بالنسبة للموجودات وتلقائيا فواحد بالمئة من الموجودات يساوي 1.7 مليار .... نعم عزيزي محمد مع الغاء جميع العوامل الاخرى ان ارتفعت الفائدة تستفيد اغلب البنوك وبالنسبة لعامي 2007 و 2008 فقلت في المقال أن هناك اسباب كثيرة ولكني اكتفيت بسببين مرتبطين بجميع البنوك وهناك اسباب أخرى تخص كل بنك على حدة أو عدة بنوك مثلا كما تعرف ان نسبة القروض الشخصية وقروض المرابحة بالاسهم وعائدها في العادة افضل قد تراجعت نسبتها من اجمالي محافظ الاقراض خلال الاعوام الماضية لاسباب متعددة بالنسبة للمنافسة لا أعتقد ان لها دور وانما بعد الازمة المالية العالمية ومشكلة القصيبي و سعد خفضت بعض البنوك محافظها الاقراضية كنسبة من الموجودات وزادت السيولة وهي عائدها اقل وأحدث بالتاكيد اثرا وايضا التحفظ في الاقراض ادى الى الاقراض الاقل مخاطرة وبالتالي الأقل عائد