انتهت الانتخابات الإيرانية بفوز ساحق لمن يسمون بالمحافظين، ويخشى أن تجر معها اتفاقية الغاز مع شركة دانة غاز لفترة انتظار أخرى قد تكون مكونة من أربع سنوات أخرى أيضا.
في بداية عام 2005 وقعت شركة نفط الهلال وهي الشركة الأم والمساهم الرئيسي لدانة غاز اتفاقية مع إيران بأن تورد إيران الغاز من حقل سلمان في الخليج إلى الشركة الإماراتية، وقالت نفط الهلال بنهاية 2005: إن شركة النفط الوطنية الإيرانية مدت خط أنابيب إلى منشآت كريسنت البحرية وإن تسليم أولى شحنات الغاز من المتوقع أن يحدث بحلول منتصف 2006 .
بعد تلك الاتفاقية تم إنشاء شركة دانة غاز كشركة مساهمة عامة برأسمال ضخم بلغ 6 مليارات درهم، وعماد هذه الشركة ومهمتها الأولى والرئيسية وهدف إنشائها تنفيذ اتفاقية الغاز مع إيران.
بعد إنشاء دانة غاز وإدراجها في سوق أبو ظبي ومع بدايات عام 2006 بدأت ترشح إلى السطح بوادر خلاف بين الشركة والإيرانيين حول تلك الاتفاقية خصوصا في بند الأسعار المتفق عليها.
لم تنجز الاتفاقية بحلول منتصف 2006 كما قالت نفط الهلال، ولا بانتهاء 2006 وتتالت الأيام وانتهى عام 2007 تلاه أيضا عام 2008 وهما العامان اللذان احتدم فيهما الخلاف على ما يبدو بعد أن ارتفعت أسعار الغاز عالميا إلى أعلى مستوياتها بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط مما شجع إيران على الاعتراض على هذه الاتفاقية الجائرة بحقهم (بحسب زعمهم) وأن الأسعار المتفق عليها في بنود الاتفاقية لم تعد مناسبة لإيران أبدا.
دخلت دانة غاز ومساهموها في دوامة مفاوضات طويلة الأمد مع الإيرانيين لم تنتهي إلى يومنا هذا، وكلما تعلن نفط الهلال قرب التوصل إلى حل نهائي مع الإيرانيين ينكر الإيرانيون ذلك ويصرون على موقفهم برفع أسعار الغاز المصدر للإمارات عبر الشركة وهكذا دواليك.
فهل ستكمل دانة غاز ومساهموها مسيرة انتظارهم الطويلة بمفاوضات متتالية ؟؟ أم أن هذه الصفقة ستحسم وينتهي الأمر؟؟.
في الحقيقة أن دانة غاز أدركت سابقا تعقيد الموضوع فاتجهت للاستثمار خارجا حيث اشترت سنتيريون العالمية للطاقة الكندية التي تستثمر في النفط والغاز المصري، ودخلت في استثمارات كبرى في قطاع الغاز والنفط في إقليم كردستان العراق توجته مؤخرا بتوقيع اتفاقية هامة مشتركة مع شركتين أوربيتين تفضي هذه الاتفاقية إلى تصدير الغاز العراقي الكردي إلى أوربا من خلال خط نابوكو الذي ستعمل تلك الشركات على بناءه مرورا بتركيا ومنها إلى أوربا الشرقية والنمسا خلال السنتين القادمتين على أن يبدأ تشغيله في عام 2014م.
تجاوب سهم دانة غاز مع هذه الاتفاقية الكبيرة فارتفع فوق قيمته الاسمية وبنسبة 40% تقريبا منذ إعلانها منتصف مايو الماضي.
شكرا على تحليلك القيم ياحسان علوش المحلل الاقتصادي
الله يعطيك العافية
ناقصك بس كرفته ..
والله صدقتك يا علم مني
علم مني وش ذا