ضمن خططهما التوسعية، احتفلت شركتا سابك وساينوبيك قبل خمسة أشهر بتدشين مشروعهما المقام في منطقة تيانجين الصينية والمملوك مناصفة فيما بين الشركتين العملاقتين باستثمارات تقدر بنحو 2.7 مليار دولار أمريكي لإنتاج ما يقرب من 2.7 مليون طن سنوياً من المواد البتروكيماوية (الإيثيلين والبولي إيثيلين وجلايكول الإيثيلين والبولي بروبلين والبيوتاديين والفينول والبيوتين -1 وغيرها من المنتجات)، حيث من المتوقع أن يتم الإعلان رسمياً عن بدء التشغيل التجاري لهذا المشروع قريباً جداً.
عند التمعن في تفاصيل هذا المشروع الكبير، سنجد أن اللقيم المستخدم هو لقيم «النافثا» وهو مزيج هيدروكربوني يتم اشتقاقه من النفط أو الفحم إلا أن المهم أن تكلفته مرتفعة جداً (لا تقل في الغالب عن 5 أو 6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية) وهو ما يجعل هوامش صافي الربحية ضمن حدود ضيقة، بينما في المقابل نجد أن المشاريع البتروكيماوية في المملكة تعتمد على لقيم «الغاز» النظيف بيئياً والذي يتميز أيضاً بتكلفته المنخفضة جداً (لا تتعدى حالياً 75 سنتاً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية) وهو ما جعل هوامش صافي الربحية عند مستويات عالية وبالتالي تحقيق معدلات نمو مرتفعة في المدى الطويل.
هذا يعني أن متوسط هوامش صافي الربحية في شركة سابك ستنخفض نتيجة للدخول في مثل هذه المشاريع، وفي الحقيقة حاولت أن أجد مبررات مقنعة لقيام شركة سابك باتباع هذه الاستراتيجية الغريبة لكنني مع الأسف لم أجد ولو تفسيراً منطقياً واحداً لذلك، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن مشروع تيانجين لم يتم تمويله بمصادر ذاتية بل تم تمويله من خلال قروض وتسهيلات مصرفية بقيمة 2.7 مليار دولار أمريكي (تعادل قيمة استثمارات المشروع كاملة) وبفوائد لم يعلن عنها في حين أعلنت شركة أرامكو رسمياً عن قيامها بتنفيذ مشروعات ضخمة لإنتاج الغاز وتوفيره بكميات تجارية داخل المملكة!!
الغريب في الموضوع أن أكبر الشركات المنافسة لـ «سابك» حول العالم (مثل شركات: داو وليونديل بازل وشيفرون فيليبس وسوميتومو وغيرها) أصبحت تتبع استراتيجيات أكثر ذكاء تهدف للتخلص من لقيم النافثا بشكل تدريجي والتحول بأي ثمن إلى لقيم الغاز بهدف تحسين هوامش صافي الربحية على المدى الطويل (الميزة التفضيلية الأهم في صناعة البتروكيماويات)، وهو ما تحقق لهم أخيرا من خلال شراكات استراتيجية مع أكبر الكيانات في المنطقة (على رأسها «أرامكو السعودية») وباستثمارات ضخمة وصلت في إحداها - على سبيل المثال - إلى 20 مليار دولار أمريكي!!
يمكن مافي غاز في البلد ... فتوجهوا للصين؟!!!
الف شكر اخي محمد العمران ... ادارة سابك رغم الدعم الحكومي الهائل الا انها للاسف تدار بعقليات متخلفة جدا ... ولولا الله سبحانه وتعالى ثم هذا الدعم الا محدود من الدولة لوجدنا الشركة في خبر كان ... شركة انشأت منذ اكثر من 35 سنة وصرف عليها مئات المليارات من الريالات كبنية تحتية واعفاءات وتخفيضات في المواد الخام .. الخ .. لانجد مقابل كل ذلك اي مردود يساوي كل ذلك ... ولكي نعرف ان الشركة تدار بشكل عشوائي وضعيف فلابد ان نقارنها بمثيلاتها في المنطقة ... فكلنا يتذكر ان اسعار البتروكيماويات عندما وصلت الى ذروتها في عامي 2007 و2008 م قبل انهيارها نتيجة الازمة ... وسنقوم هنا بالمقارنة بين سابك وشركة ايران الوطنية للبتروكيماويات التي انشئت قبل عشر سنوات فقط وبلغ انتاجها عام 2007م مايقارب 25 مليون طن ... بينما كان انتاج سابك في نفس العام مايقارب 45 مليون طن ... هل تعلمون كم كانت ارباح كل شركة ؟ بلغت ارباح سابك 7.2 مليار دولار ... بينما تجاوزت ارباح الشركة الايرانيه 8 مليار دولار !!!!! هنا لايوجد اي تفسير اطلاقا خاصة وان انتاج سابك ضعف انتاج الشركة الايرانيه وجميعهم يبيع بالاسعار العالميه .. ولا اظن ان الشركة الايرانية بأي حال من الاحوال تحصل على اللقيم بسعر اقل من سابك !! اذا التفسير الوحيد لايخرج عن اثنين اما ادارة فاشله او فساد عظيم !!!
هذه جريمه بحق الأجيال القادمه من اهل هذا البلد الطيب,سوء ادارة الثروات والتخبط يمينا ويسارا على حساب مجاملات سياسيه فاشله (مال البخيل ياكله العيار) المواطن مو لاقي وظيفه ولابيت يسكن فيه !!!
لا اعتقد ان الامر بهذا السوء اولا:هل السعر التفضيلي للقيم الذي تحصل عليه سابك سوف يستمر وهل الكميات متوفره. ثانيا:حجم الانتاج 2.7 مليون نصيب سابك فيه 1.35 مليون مقارنه بانتاج الشركة الحالي والبالغ 60 مليون لا يشكل شي كبيرا. ثالثا:الدخول مع شريك بحجم ساينوبيك يساعد على اخذ حصه اكبر في الاسواق الصينيه وايضا عامل مساعد في حال فرض اجراءات حمائية للمنتجات الصينية. ملاحظه :سابك الان لا تستطيع الحصول على اللقيم الرخيص مباشره بل عن طريق شركات اخرى مثل ما حصل مع ينساب وكيان
اظن خطوة سابك جيدة على المدى البعيد
اتفق مع تفسير ايمن صالح خصوصا بعد استهداف الشركات البتروكميكل الخليجية من قبل الصين اصبحت هذه الخطوة ملحه بالدخول في شراكه مع شركات محلية لتجنيبها المخاطر السياسية في البلد
مشاركة متأخرة بعض الشيء: سعر الغاز في المملكة مدعوم حكوميا لاجل تنمية القطاع البيتروكيماوي. المشكلة يا استاذ هي ان زيادة الطلب على غاز الايثان لا تقابله زيادة في العرض ولذلك فان التوجه الحالي لسابك هو عين الصواب من جهتين فتح سوق الصين ومنافسة المصدرين الخليجيين الاخرين وفي نفس الوقت ايجاد مصدر اخر لتصنيع المواد البيتروكيماوية غير الغاز. بالنسبة للهوامش الربحية ستكون في حالة استخدام النافثا ولكن ليست بتلك السوء الذي تتحدث عنه.