هل هذا تخطيط استراتيجي يا «سابك»؟

07/04/2010 7
محمد العمران

ضمن خططهما التوسعية، احتفلت شركتا سابك وساينوبيك قبل خمسة أشهر بتدشين مشروعهما المقام في منطقة تيانجين الصينية والمملوك مناصفة فيما بين الشركتين العملاقتين باستثمارات تقدر بنحو 2.7 مليار دولار أمريكي لإنتاج ما يقرب من 2.7 مليون طن سنوياً من المواد البتروكيماوية (الإيثيلين والبولي إيثيلين وجلايكول الإيثيلين والبولي بروبلين والبيوتاديين والفينول والبيوتين -1 وغيرها من المنتجات)، حيث من المتوقع أن يتم الإعلان رسمياً عن بدء التشغيل التجاري لهذا المشروع قريباً جداً.

عند التمعن في تفاصيل هذا المشروع الكبير، سنجد أن اللقيم المستخدم هو لقيم «النافثا» وهو مزيج هيدروكربوني يتم اشتقاقه من النفط أو الفحم إلا أن المهم أن تكلفته مرتفعة جداً (لا تقل في الغالب عن 5 أو 6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية) وهو ما يجعل هوامش صافي الربحية ضمن حدود ضيقة، بينما في المقابل نجد أن المشاريع البتروكيماوية في المملكة تعتمد على لقيم «الغاز» النظيف بيئياً والذي يتميز أيضاً بتكلفته المنخفضة جداً (لا تتعدى حالياً 75 سنتاً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية) وهو ما جعل هوامش صافي الربحية عند مستويات عالية وبالتالي تحقيق معدلات نمو مرتفعة في المدى الطويل.

هذا يعني أن متوسط هوامش صافي الربحية في شركة سابك ستنخفض نتيجة للدخول في مثل هذه المشاريع، وفي الحقيقة حاولت أن أجد مبررات مقنعة لقيام شركة سابك باتباع هذه الاستراتيجية الغريبة لكنني مع الأسف لم أجد ولو تفسيراً منطقياً واحداً لذلك، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن مشروع تيانجين لم يتم تمويله بمصادر ذاتية بل تم تمويله من خلال قروض وتسهيلات مصرفية بقيمة 2.7 مليار دولار أمريكي (تعادل قيمة استثمارات المشروع كاملة) وبفوائد لم يعلن عنها في حين أعلنت شركة أرامكو رسمياً عن قيامها بتنفيذ مشروعات ضخمة لإنتاج الغاز وتوفيره بكميات تجارية داخل المملكة!!

الغريب في الموضوع أن أكبر الشركات المنافسة لـ «سابك» حول العالم (مثل شركات: داو وليونديل بازل وشيفرون فيليبس وسوميتومو وغيرها) أصبحت تتبع استراتيجيات أكثر ذكاء تهدف للتخلص من لقيم النافثا بشكل تدريجي والتحول بأي ثمن إلى لقيم الغاز بهدف تحسين هوامش صافي الربحية على المدى الطويل (الميزة التفضيلية الأهم في صناعة البتروكيماويات)، وهو ما تحقق لهم أخيرا من خلال شراكات استراتيجية مع أكبر الكيانات في المنطقة (على رأسها «أرامكو السعودية») وباستثمارات ضخمة وصلت في إحداها - على سبيل المثال - إلى 20 مليار دولار أمريكي!!