يُعرَّف مصطلح الفنتك (FINTECH) أو التقنية المالية بأنه الدمج الذكي بين التمويل والتكنولوجيا لتطوير حلول مالية مبتكرة تُسهم في تسريع الخدمات المصرفية، وتسهيل المدفوعات، وتحسين تجربة المستخدم، وتمكين الأفراد والشركات من الوصول إلى حلول تمويل واستثمار رقمية أكثر كفاءة وشفافية، لقد غيّر الفنتك شكل القطاع المالي عالميًا؛ إذ لم تعد الخدمات البنكية حكرًا على البنوك التقليدية، بل أصبحت منظومة من الشركات الناشئة، ومنصّات الدفع، والبنوك الرقمية، وأنظمة التمويل الجماعي التي تُعيد تعريف العلاقة بين العميل والمؤسسة المالية.
بداية الفنتك في السعودية: من التحويلات إلى الذكاء المالي
يمكن القول إن رحلة الفنتك السعودي بدأت فعليًا منذ أواخر التسعينات، حين أطلقت المملكة أنظمة المدفوعات الإلكترونية التي كانت من الأوائل في المنطقة، ففي عام 1997 تم تأسيس الشبكة السعودية للمدفوعات (SPAN)، التي ربطت بين البنوك المحلية لتسهيل عمليات السحب والتحويل.
ثم تلا ذلك إطلاق نظام مدى الذي أصبح اليوم العمود الفقري للبنية التحتية للمدفوعات في المملكة، مقدّمًا خدمات فورية وآمنة تُعدّ من الأكثر تطورًا في الشرق الأوسط، وفي العقد الأول من الألفية، بدأت المملكة تُدخل مفاهيم التحويلات الفورية والأنظمة المالية الرقمية.
وفي عام 2018، أطلق البنك المركزي السعودي (SAMA) مبادرة Fintech Saudi لتكون اللبنة الأولى في بناء منظومة الفنتك الوطنية، تلتها مبادرات تنظيمية مثل المختبر التنظيمي (Regulatory Sandbox) ، الذي سمح للشركات باختبار منتجاتها تحت إشراف البنك المركزي.
ومع دخول الألفية الجديدة، أدخلت المملكة تقنيات التحويلات الفورية و أنظمة المدفوعات الذكية، ممهدة الطريق للتحوّل الرقمي المالي الذي بلغ ذروته مع رؤية 2030، ومنذ ذلك الحين، تضاعف عدد شركات الفنتك في المملكة من أقل من 10 شركات عام 2018 إلى أكثر من 200 شركة بحلول عام 2025، تعمل في مجالات المدفوعات الرقمية، والإقراض، والتأمين، والتمويل الجماعي.
ريادة سعودية في المشهد الخليجي
اليوم تُعتبر المملكة الريادة الإقليمية في مجال الفنتك بفضل رؤيتها الشاملة وتنظيمها القوي، فمن خلال البنك المركزي السعودي وهيئة السوق المالية، تم بناء بيئة متكاملة تشمل التشريعات، وحاضنات الابتكار، وتطوير الكفاءات المحلية، وجذب الاستثمارات.
كما أطلقت السعودية أنظمة متقدمة مثل “سريع" للتحويلات الفورية ومبادرة البنك المفتوح التي تُعدّ من أكثر البنى التحتية المالية تطورًا على مستوى الشرق الأوسط، مما جعل المملكة نموذجًا يحتذى به في التحول المالي الرقمي.
الفنتك وتأثيره على مستقبل الاقتصاد
الفنتك اليوم ليس مجرد قطاع تقني، بل هو ركيزة اقتصادية جديدة تُمكّن التمويل وتخلق وظائف وتفتح أسواقًا جديدة. ومن أبرز المجالات التي تشهد نموًا متسارعًا في السعودية والخليج :
- الذكاء الاصطناعي في التحليل الائتماني.
- الإقراض الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة .
- التمويل الإسلامي الرقمي.
- المدفوعات عبر الحدود والحلول الفورية.
إن المستقبل المالي في السعودية يتجه نحو عصر البيانات والابتكار، حيث تصبح السرعة، الشفافية، والتكامل هي الركائز الأساسية لكل نظام مالي.
الخلاصة
إن قصة الفنتك في السعودية هي قصة تدرّج ورؤية وشجاعة تنظيمية؛ بدأت من أنظمة المدفوعات في التسعينات، مرورًا بإطلاق فنتك السعودية عام 2018، وصولًا إلى مرحلة النضج التي نعيشها اليوم مع دخول الذكاء الاصطناعي والبنوك المفتوحة، المملكة لا تواكب العالم في مجال الفنتك...بل تُعيد تعريفه بأسلوب سعودي حديث يجمع بين الأصالة والتنظيم والرؤية المستقبلية.
كلمة ختامية
من وجهة نظري، ما نراه اليوم في السعودية والخليج هو بداية عصر جديد للفنتك العربي، حيث تتحول البيانات إلى فرص، والتكنولوجيا إلى أدوات تمكين حقيقية للاقتصاد. تابعوا المشهد عن قرب، فالقصة ما زالت تُكتب، والفصول القادمة ستكون الأهم ابقوا على المتابعة، وستعرفون بالتفصيل تاريخ الفنتك في السعودية، واتجاهاته، ومستقبله المشرق.
خاص_الفابيتا
حنا في مرحلة مخاض الحين لكثير من الامور لها علاقة بالتحول الرقمي وغيرها ومعظم هذه الشركات في الاسواق العالمية الامريكية ما تلقى جهة تقدر تستفيد من هذي الحركة الاقتصادية الا عن طريق بنك تجارة كابيتال الامارتي فهم يديرون محافظ في هذي المجالات والنتائج فلكية وامنة جدا في نفس الوقت هذه المجالات ليست وليدة اللحظة فانا شغال عليها عن طريق البنك من اكثر من ٣ سنوات والنتائج طيبة وطيبة جدا الخسارة معدومة والعوايد فوق اي تصور يعني وين كنا ووين صرنا عندما اتذكر .. وهم ناس ثقات جدا ذو صدور وسيعة والاهم هو طريقة شغلهم ابتكار بابداع برؤيا جبارة تجلس تحص دخل اضافي لا واكثر من كذا بعد تقدر تستغني عن العمل وانت مرتاح البال