في عالم الإبل، حيث الأصالة والتراث يتشابكان مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية، برز اسم بن جخدب كأبرز وأقوى الشخصيات التي تركت بصمة لا تُنسى في مسيرة تطوير مسابقات الإبل في الجزيرة العربية. برؤية ثاقبة وإصرار مستمر، استطاع أن يخلق نموذج ومنظومة اقتصادية متكاملة استندت على الإبل كمحور رئيسي، مما أسهم في تحويل هذه الرياضة من تقليد إلى صناعة ثقافية وتراثية مستدامة، خلال عقدين من الزمن، ارتقى بن جخدب بمسابقات الإبل إلى مستويات غير مسبوقة. اختياره للسلالات النادرة والقوية كان نهجاً مدروساً استهدف بناء قاعدة متينة من الإبل ذات الجودة العالية، الأمر الذي عزز التنافسية في هذه المسابقات. إسهاماته تجاوزت الجانب المرتبط بالموروث الثقافي، حيث أثر منهجه ونموذجه الفريد بطريقة غير مباشرة على إنشاء اقتصاديات جديدة تُعرف بـ" اقتصاديات الإبل".
تشمل هذه الاقتصاديات أنشطة مترابطة، مثل النقل، والأعلاف، والعناية البيطرية، والإعلام، والأسواق ذات العلاقة بالإبل. هذه الرؤية جعلت مسابقات الإبل محفزاً اقتصادياً مهماً، ووفرت فرص عمل جديدة، وساهمت في تحسين البنية التحتية في المناطق المرتبطة بهذه الأنشطة، قدرة بن جخدب على خوض المسابقات الكبرى وتجاوز التحديات تعكس إيمانه بالنجاح المستدام. فهو يدرك أن النجاح الحقيقي يقاس ببناء إرث تستفيد منه الأجيال القادمة. ومن هذا المنطلق، استثمر في تطوير وتحسين إدارة الإنتاج، ودعم المتسابقين وكذلك الأسواق المحلية التراثية، وبالتالي تعزيز مكانة الإبل كرمز ثقافي واقتصادي استراتيجي.
تجربة بن جخدب تقدم نموذجاً عملياً لتحويل التراث إلى مصدر قوة اقتصادية مستدامة. إنها دعوة للمهتمين بصناعة التراث والتقاليد لإعادة التفكير في استثمار هذه الثروات الثقافية بطريقة تحقق التوازن بين الهوية الوطنية والعوائد الاقتصادية، ابن جخدب يمثل قصة نجاح جديرة بأن تُروى للأجيال. إنه رجل يجيد الابتكار في مجال يظهر تقليدياً للوهلة الأولى، ويحيل التحديات إلى فرص. في زمن التحولات الكبرى، أمثال بن جخدب هم من يصنعون المستقبل مع الحفاظ على جوهر الماضي.
خاص_الفابيتا