دعم البنزين والديزل .. ضرورة مع مترو الرياض

02/12/2024 3
م. سطام بن عبدالله ال سعد

الدعم الحكومي للوقود ضرورة مع مترو الرياض، إذ يعكس مسؤولية وطنية عميقة وحرص القيادة الحكيمة على تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان التوازن بين مختلف فئات المجتمع. هذا الدعم يعبر عن التزام الحكومة بتخفيف الأعباء الاقتصادية عن المواطنين، وتعزيز شعورهم بالانتماء الوطني ويُرسّخ مبدأ المساواة في الفرص المعيشية، فعلى مستوى المواطن، يلعب دعم الوقود دورًا محوريًا في تسهيل حياته اليومية. فهو يُقلل من تكاليف النقل التي يحتاجها للوصول إلى عمله أو تلبية احتياجات عائلته، كما يساهم في استقرار أسعار المنتجات والخدمات التي يعتمد عليها. هذا الدعم يُسهم في تحسين جودة الحياة، حيث يشعر المواطن بأن رحلاته اليومية أصبحت أكثر سهولة وأقل تكلفة، وبالتالي يُقربه من فرص أفضل في العمل والتعليم والتنقل. 

ولا يقتصر دور دعم الوقود على تحسين حياة المواطن اليومية فقط، بل يمتد تأثيره الإيجابي ليشمل قطاعات اقتصادية أساسية حيوية تعتمد على تكاليف الطاقة.  ففي الزراعة، يساهم في تقليص تكاليف تشغيل المعدات الزراعية ونقل المنتجات، مما يعزز الأمن الغذائي ويضمن وفرة السلع بأسعار تنافسية. أما في الصناعة، فيُخفض الأعباء التشغيلية على المصانع، الأمر الذي يؤدي إلى تنافسية المنتجات الوطنية في الأسواق العالمية ويحفّز جذب الاستثمارات ويدعم الاقتصاد الوطني. 

رغم التطورات مثل افتتاح مترو الرياض، لا تزال شريحة كبيرة من السكان تعتمد على وسائل النقل الفردية، خاصة في المدن التي تفتقر إلى شبكات نقل عام متكاملة. دعم الوقود يحافظ على استمرارية هذه الوسائل بتكاليف معقولة، ما يُخفف العبء على الأسر ذات الدخل المتوسط والمحدود. بالإضافة إلى ذلك، يرفع الدعم من كفاءة البنية التحتية، حيث يساهم في تخفيف تكاليف تشغيل وصيانة شبكات الطرق والخدمات اللوجستية، وكذلك تكريس التنمية المتوازنة بين المناطق الحضرية والريفية. 

الدعم الحكومي للوقود ليس مجرد سياسة اقتصادية، بل هو التزام اجتماعي واستراتيجي يكفل العدالة، ويساند القطاعات الإنتاجية، ويُحسّن حياة المواطنين. فاستمراره لجميع الفئات والقطاعات يؤمن استقرار الاقتصاد الوطني، ويدفع عجلة التنمية، ويُمهّد الطريق نحو مستقبل أكثر كفاءة وعدالة. 

 

 

خاص_الفابيتا