يتكرر استخدام المصطلحات الإدارية بين الحين والآخر، حيث نسمع عن التمكين والتحفيز والإنتاجية والعلاقة بينهم. غالباً ما ترتبط هذه المصطلحات ببعضها في بيئة العمل في الشركات في القطاع الخاص وكذلك في المؤسسات الحكومية بمختلف أنماطها. هذه المصطلحات ذات علاقة مباشرة وقوية بتنمية الموارد البشرية التي تعد العمود الفقري. معنى التمكين في العمل منح الموظفين درجة من الحرية والاستقلالية والمسئولية لاتخاذ القرار وتحمل المسئولية والمحاسبة عليها.
للتمكين أهداف كثيرة، أولها الشعور بالمسئولية لما لذلك من تأثير نفسي في تحفيز الموظفين على المشاركة في اتخاذ القرار، خاصة في الشركات والمؤسسات الكبيرة لمواجهة التحديات في أسرع وقت ممكن وبأقل تكلفة عليها. وبالطبع للتمكين تأثير إيجابي في العديد من الأمور مثل الرضا الوظيفي والالتزام والاستقرار الوظيفي وتقليل الدوران الوظيفي المكلف من حيث توظيف وتدريب موظفين جدد ومغادرة موظفين بخبرة وكفاءة وتجربة طويلة. وللتمكين دور كبير في الإبداع والابتكار في جهة العمل التي تطبقه. التقليل من الإشراف الرقابي المباشر على الموظفين وتفويض السلطة للموظفين أنفسهم عندما يمكنون منها. ومن أهداف التمكين تعزيز الثقة بالموظفين وبالتالي تزداد ثقتهم بأنفسهم.
فوائد التمكين زيادة الإنتاجية، وذلك عندما يشعر الموظفون بالتمكين المحفز على العطاء، فإنهم يكونون أكثر تحفيزًا لإنجاز مهامهم بفعالية أكبر، مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية العامة للمنظمة. التمكين يشجع على الابتكار، حيث يتمكن الموظفون من تقديم أفكار جديدة وحلول مبتكرة دون الخوف من الفشل أو النقد من الإدارة. يرتقي الموظف بعمله إلى مستوى يرضي منظومة العمل بما يشارك به من أداء مميز وبالتالي تقدر إدارة المنظومة أداءه وتتطور العلاقة بينهما.
العلاقة قوية بين التمكين والتحفيز النفسي. يحفز التمكين الموظفين على العمل المميز بسبب تحملهم القرار ومسئوليتهم. المشاركة في اتخاذ القرار يزيد إنتاجية الموظفين لتحمسهم لتحمل المسئولية. التمكين الوظيفي يعزز القيمة النفسية الذهنية الداخلية للموظف. التحفيز النفسي هو القوة الداخلية التي تدفع الإنسان للسعي نحو أهداف معينة، ويعتمد على دوافع داخلية «داخل الفرد نفسه مثل حب التحديات وتحقيق الذات» وخارجية «مثل المكافآت والتقدير والاحترام والنمط الإداري». ومن أسباب نجاح التحفيز النفسي والتمكين وضع أهداف واضحة ومحددة، وتقديم تغذية راجعة إيجابية تطور الموظفين، وخلق بيئة مشجعة وآمنة نفسياً وجسدياً، والاعتراف بالجهود والإنجازات للموظفين.
الإنتاجية تشير إلى مدى فاعلية الفرد أو الفريق في تحويل الموارد «كالوقت، الجهد، المال» إلى نتائج ملموسة، بحيث تكون قيمة المخرجات أكبر من تكلفة المدخلات. وبما الوقت أحد مدخلات الإنتاجية فمن الأهمية معرفة الوقت الذي يستغرقه الموظف لإنتاج وحدة معينة إن كان العمل فردياً، وكذلك الوقت الذي يستغرقه فريق العمل الجماعي لإنتاج وحدات محددة في وقت محدد لأن الوقت مورد مهم للإنتاجية. تشمل العوامل اتي تؤثر في الإنتاجية وضوح الأهداف بالنسبة للموظفين الممكنين، ومستوى المهارات والتدريب، والتكنولوجيا المستخدمة في العمل، وبيئة العمل، والعلاقات بين الموظفين من جهة وبينهم وبين الإدارة من جهة أخرى، والتحفيز الذي يدفع الموظفين للإنجاز.
يساهم التمكين الوظيفي في زيادة الكفاءة الإنتاجية على ثلاث مستويات وهي مستوى الفرد ومستوى فريق العمل المتكامل ومستوى الشركة الربحية الخاصة أو المساهمة أو المؤسسة الحكومية.
الختام: للتمكين الوظيفي علاقة مباشرة وقوية بالإنتاجية أو ما يعرف بالكفاءة الإنتاجية فهو يساهم في زيادة المخرجات وتقليل المدخلات سواء الوقت أو التمويل أو المواد الداخلة في صناعة المنتجات بمختلف أنواعها. التمكين يشجع الموظفين على المبادرة والابتكار وجودة الأداء في مختلف مستويات العمل.
نقلا عن اليوم