للرياض قصة فريدة وازدادت تألقا منذ انطلاق الرؤية، لكونها عاصمة السعودية ومركز القرار فيها، حيث تطورت الأعمال فيها ووفدت الأموال إليها وكذلك الأفراد إن كانوا من طالبي الوظائف أو صانعي الأعمال حتى أصبحت الرياض تماثل عواصم العالم الكبرى في الحيوية والأعمال والطلب على الخدمات التجارية، السكنية، اللوجستية والبنية التحتية، ارتفع معدل ساعات العمل، وازداد المنخرطين فيها بالمهام، وانتقل إليها مزيج واسع من القادمين إلى الرياض حيث المال والأعمال لتكون العصب الرئيس للمنطقة والعنوان الأساسي للمكاتب الإقليمية لكبريات الشركات العالمية في المنطقة، إن توسيع الحضور والتمثيل لهذه الشركات في العاصمة على وجه الخصوص والسعودية على وجه العموم يعزز من الطلب على جميع الخدمات ما انعكس تباعا على صنع كمية طلب ملفته في العقارات بشقيها التجاري والسكني، كذلك الأسواق والمتاجر، المطاعم، النقل، سبل الترفيه، و أسلوب حياة مختلف ذا جودة مرتفعة.
ولا شك أن هذا كله عزز الاستناد على الخدمات المقدمة للأفراد من التطبيقات الحديثة إن كان للتنقل أو للتوصيل ولا يمكن تجاوز كمية الطلبات التي تحصلها يوميا التطبيقات من مستخدميها. نجحت العاصمة في السنوات الماضية وحتى اليوم في استيعاب هذا الكم الهائل من الطلب على الخدمات والسلع سواء الأساسي منها والأقل من ذلك وهذا كله يأتي وفقا لمخططات إستراتيجية تصنع هذا الحراك التنموي الضخم. على المستوى العقاري فعلى مد النظر يمكن للمتنقلين في الرياض النظر لحجم المشاريع وسير الأعمال وسرعة الاستحواذ على المنتجات النهائية قبل أن نصل إلى ما يشبه التشبع قصير الأمد (3 - 5 سنوات) على السكني والتعطش المستمر على العقارات التجارية المكتبية، فقوائم الانتظار على المكاتب ممتدة.
الشق التجاري من المعادلة واكب تنامي الطلب فازدادت أعداد المطاعم، أماكن القهوة، الأندية الرياضية، والمراكز القائمة وما هو تحت الإنشاء ضمن خطط توسع تبنّتها الشركات لتواكب الطلب على الخدمات، والطاقة الاستيعابية للغرف الفندقية كيف كانت قبل 5 سنوات من حيث الغرف المتاحة وكيف أصبح عددها اليوم؟ رغم استمرار نسب الأشغال المرتفعة والاستمرار في إتاحة مزيد من المعروض الفندقي وصولا إلى الخدمات الصحية ورفع الطاقة السريرية للمستشفيات في المدينة.
رسمت الرياض نقلة نوعية عاشها الجميع واغتنم فرصتها رجال الأعمال والكيانات التجارية وقد شعرت عزيزي القارئ بالمركزية وأنت تقرأ المقطعين أعلاه، لكن في الحقيقة فهذا التسلسل الفريد لتنمية الرياض ليس نموذجا مركزيا لكنه نموذج من الممكن تتبعه لاستغلال الفرصة التي تتكون الآن في المناطق الأخرى لمملكتنا الغالية، فالتنمية شاملة وتأخذ في الحسبان جميع المناطق بأهم عوامل قوتها، ولاغتنام الفرص على من يصطادها تلمس حركة رؤوس الأموال والمشاريع في السعودية فنظرة إلى الغربية، الشرقية، الجنوبية والشمالية ولكل منطقه خواصها التي تحفز وصول رؤوس الأموال لاستغلالها، الرياض اليوم مدينة لا تقبل إلا المنافسة بمعايير عالمية، وهذا يتيح استكشاف التوجهات والفرص في مناطق السعودية.
نقلا عن الاقتصادية