أتحدث في مقالي اليوم عن مبدع وقيادي واستثماري متميز سهل للعالم نقل الطرود والرسائل والمستندات في وقت قياسي قصير ما جعلني ألقبه بـ «زاجل القارات» وهو لقب لم يطلقه عليه أحد من قبل، ذلك هو فريدريك والاس سميث الذي ولد في مدينة مارك بولاية المسيسيبي في 11 أغسطس 1944 من أبوين أمريكيين، وقد توفى والده وعمره أربع سنوات لتتولى والدته وأخواله تربيته والعناية به حتى أنهى دراسته الثانوية .
التحق بجامعة ييل - Yale University - في عام 1962، حيث طلب منه أستاذ مادة الاقتصاد أن يقدم ورقة تشتمل على طرح فكرة اقتصادية قابلة للتطبيق ومربحة، لكن أستاذه لم يقتنع بالفكرة ما جعله ينتهي في المادة بدرجة متدنية، لكن فريد سميث كان مقتنعاً بها ما جعله يحتفظ بها لتنفيذها في خطة متكاملة كانت بداية نجاحه في شركة FedEx فيدكس المعروفة عالمياً والتي تعد اليوم من أكبر شركات نقل المستندات والطرود حول العالم. وللعلم كان جورج دبليو بوش الابن أحد زملاء فريد سميث في الجامعة.
كانت أحلام وطموحات فريد سميث كبيرة لا تنتهي عند حد معين، فهي متجددة ومحفزة تدفعه نحو الأفضل، وكان سريع المبادرات والتنفيذ، فهو لا يعتقد كثيراً في التخطيط الطويل الأجل لأنه يعتقد أنه يضيع الفرص. وهذه عقلية وفلسفة معظم الناجحين من الرياديين الذين يقتنصون الفرص ويحصدونها قبل غيرهم، لقد اهتم كثيراً بالمتاجرة في الطائرات الصغيرة المستعملة بالإضافة إلى محركاتها، حيث حقق منها رأس مال ساعده في ما بعد على تأسيس شركته العملاقة - FedEx - التي بدأها برأس مال متواضع دعمه بقرض من أحد البنوك ما ساعده على التوسع في خدمته ليشمل دول كثيرة، واليوم تقدر ثروة شركة - FedEx - بحوالي 5.6 مليار دولار.
لقد ساهمت البيئة الأمريكية سواء الأسرية أو الجامعية أو الاجتماعية في بروز فريد سميث وغيره من رواد النهضة الاقتصادية الأمريكية التي أخرجت للعالم التكنولوجيا المتقدمة والمعرفة ووسائل الاتصالات المتقدمة التي قربت المسافة بين دول العالم، كما أن خدمة فريد سميث السابقة في الجيش الأمريكي أكسبته خبرة ساعدته في مجال الاعمال. ويبقى سؤال أطرحه اليوم ويمكن للقارئ العزيز الإجابة عليه والمداخلة في التعليقات: هل يولد العصاميون أم يصنعون بعد ولادتهم؟ قد تكون إجاباتكم متفاوتة، لكن لا صح أو خطأ لأن الإجابة نسبية ولكل مجتهد نصيب.
وختاماً، أنصح أبناءنا وبناتنا الطموحين بالاستفادة من قصص نجاح المبدعين مثل فريد سميث وغيره من العصاميين الذين ركبوا الصعاب ليصبحوا أعلاما يسترشد بها الآخرون.
نقلا عن اليوم