برعاية معالي الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، وزير الإعلام رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون، احتفلت هيئة الإذاعة والتلفزيون مساء الاثنين الماضي، بحضور حشد كبير من المسؤولين ونخبة من الإعلاميين ورموز المجتمع، بإطلاق قناة "السعودية الآن"، يأتي إطلاق قناة "السعودية الآن" تزامناً مع ما تشهده المملكة العربية السعودية من وتيرة تصاعدية في عدد الفعاليات والمعارض والمؤتمرات التي تضاعفت أعدادها منذ انطلاقة رؤية السعودية 2030، حيث تُولي المملكة اهتماماً بالمعارض والمؤتمرات والفعاليات، بغية تحويلها إلى صناعة تسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة بعيدًا عن عوائد إنتاج النفط وتصديره، وإلى جانب سَعي حكومة المملكة إلى تنويع القاعدة الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل القومي من خلال تحويل إقامة المعارض والمؤتمرات، فهي تسعى أيضاً إلى توفير آلاف الفرص الوظيفية للشباب السعودي واستقطاب رؤوس الأموال لدعم المشاريع الاستثمارية، كما وتسعى المملكة من خلال إقامة المعارض والمؤتمرات إلى تعزيز موقعها ووضعها التنافسي الذي تستحقه ويليق بها بين دول العالم، وبالذات وأن المملكة تستهدف من إقامة المؤتمرات والمعارض التسويق لعدد من الفرص الاستثمارية المتاحة للمستثمرين المحليين والأجانب على حدٍ سواء.
ومن هذا المنطلق شهدت المملكة نموًا ملحوظًا في أعداد المعارض والمؤتمرات، كنتاج للنهضة الاقتصادية والعمرانية التي تشهدها البلاد، حيث قد وصل عدد الفعاليات والأنشطة المرخصة خلال العام الماضي 5,650 فعالية ونشاطًا ترفيهيًا بزيادة وقدرها 367 % عما كانت عليه في العام الذي يسبقه، محمد بن فهد الحارثي الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون وعضو مجلس الإدارة، أكد خلال الكلمة التي ألقها خلال الاحتفالية بمناسبة انطلاقة القناة، على أن تصاعد وتيرة الأحداث والفعاليات في المملكة والتي كان لها إسهامها في إطلاق القناة، مشيرًا إلى أن الهيئة حريصة بقيادة معالي الوزير صاحب فكرة القناة على إيصال رسالة المملكة السامية للعالم أجمع، بحيث تَكون القناة مواكبة للأحداث الجارية بنقلها لعموم الجمهور، تأكيداً على ريادة المملكة وتعزيزاً لمكانتها ولحضورها الإقليمي والعالمي.
كما نوه الحارثي بأن القناة الجديدة والمتخصصة في نقل الفعاليات والمناسبات الوطنية إلى الجمهورين المحلي والدولي تواكب استراتيجية الهيئة وقطاع الإعلام في المملكة واللذان يركزان على إبراز المحتوى المحلي وفقًا لأعلى المعايير والمواصفات العالمية، إن تدشين قناة "السعودية الآن" سيسهم في نقل الفعاليات والمؤتمرات والمعارض بمناطق المملكة المختلفة، لتضع بذلك المواطنين والمقيمين في المملكة في قلب الحدث ووضع أكبر شريحة ممكنة من المشاهدين والمتابعين والمهتمين بالفعاليات بالصورة أولاً بأول، كون أن القناة ستخصص مساحات واسعة من بثها الحي لنقل الفعاليات، مما سيحقق أيضاً التكامل فيما بينها وبين منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من عامة الجمهور، كما أن القناة ستخلق العديد من الوظائف الفنية والإدارية، مما سيسهم إلى جانب الجهود العديدة التي تبذلها الدولة في خفض معدل البطالة بين السعوديين للوصول إلى مستهدف رؤية السعودية إلى تحقيق معدل بطالة 7% بحلول عام 2030.
كما وستسهم القناة في الرفع من مستوى المعرفة والوعي لعامة الجمهور بالداخل وبالخارج بمستهدفات رؤية السعودية 2030 ومنجزاتها وكذلك بالفرص الاستثمارية المتاحة بالقطاعات الاقتصادية المتخصصة مثل: صناعات الطاقة والصناعات غير النفطية وتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي والسياحة والترفيه وغيرها من الصناعات الواعدة، مما سيمكن من تحقيق أهداف واستراتيجيات الرؤية، خاصة وأن المؤتمرات والفعاليات إلى جانب أنها تسهم في إطلاع العالم على ما حققته المملكة من إنجازات حضارية وتنموية، فهي أيضاً تحقق عوائد اقتصادية، حيث يتوقع الخبراء أن استثمارات المملكة في هذا المجال قد تصل إلى أكثر من 36 مليار ريال سعودي بحلول عام 2030.
أخلص القول؛ بأنه يأتي إطلاق قناة "السعودية الآن"، في ظروف اقتصادية مواتية للغاية في ظل توجه المملكة إلى تحويل المؤتمرات والفعاليات إلى صناعة تساعد إلى إيصال رسائل الرؤية السعودية 2030 للداخل وللخارج على حدٍ سواء، وتوصيل الرسائل التنموية إلى المجتمع من خلال تأمين التغطية الإعلامية المحترفة للفعاليات عبر القناة.
نقلا عن الرياض