ارتدادات المؤشر وجدوى الدخول

21/09/2023 0
بسام العبيد

استمرت مكاسب مؤشر الدولار للأسبوع التاسع على التوالي، مرتفعا خلالها أكثر من 6 في المائة، في سلسلة ارتفاعات تعد هي الأطول منذ عام 2014، حيث كانت أدنى نقطة سجلها خلال الأسابيع التسعة الماضية عند 99.5، بينما كانت الأعلى عند 105.5 نقطة، مقتربا من المستوى الأعلى السنوي الذي حققه خلال شهر مارس الماضي عند 105.80 نقطة، لذلك تراجعت معظم الأسواق العالمية والسوق المحلية، حيث تربط الدولار مع الأسواق علاقة عكسية، كذلك الحال بالنسبة إلى حال الدولار مع السندات، لذلك ارتفعت عوائد السندات للخزانة الأمريكية لأجل عامين إلى أعلى من 5 في المائة للمرة الأولى منذ الأزمة العالمية عام 2008، واستفاد الدولار كثيرا من تشديد السياسة النقدية وارتفاع معدلات الفائدة التي وصلت حاليا إلى النطاق بين 5.25 و5.5 في المائة، ومع اقتراب مؤشر الدولار من المستوى الأعلى السنوي عند 105.80 التي تعد منطقة مقاومة، فمن المتوقع أن يشهد الدولار بعض عمليات جني الأرباح، يدعم ذلك احتمالية توقف "الفيدرالي" عن رفع الفائدة في اجتماعه الأسبوع الحالي، فضلا عن أن بعض التوقعات يشير إلى توقف "الفيدرالي" تماما عن الرفع مستقبلا واكتفائه بمعدلات الفائدة الحالية مع الإبقاء عليها فترة أطول من الوقت، كما أشار إلى ذلك "جيه بي مورجان" و"جولدمان ساكس" في تقاريرهما الصادرة أخيرا، وذلك لاعتقادهما أن التضخم قد تراجع بشكل كبير خلال الفترات الماضية، وخشية أن يؤدي مزيد من الرفع للفائدة إلى دخول أكبر اقتصاد في العالم في حالة من الركود، خاصة مع تجاوز ديون الولايات المتحدة حاجز الـ33 تريليون دولار للمرة الأولى في تاريخها، كما أشارت رئيسة لجنة الرقابة على الموازنة الفيدرالية في تصريحات صحافية، إلى أن عدم الاهتمام بهذه الأرقام لا يقلل من خطورتها مستقبلا.

من جانب آخر، واصلت أسعار النفط ارتفاعها للأسبوع الرابع على التوالي، حيث ارتفع خام برنت 15 في المائة خلال شهر واحد فقط، بدعم من مخاوف بشأن نقص المعروض، بعد العاصفة الاستوائية والأعاصير التي ضربت عددا من حقول النفط خلال الأسبوعين الماضيين، وقد لامس خام برنت منطقة 96 دولارا للبرميل متجاوزا المستوى الأعلى السنوي عند 89 دولارا ومقتربا من حاجز 100 دولار للبرميل، مع توقعات بتراجع المخزونات الأمريكية من النفط.

من جهة أخرى، شهدت السوق السعودية، خلال جلسة الثلاثاء الماضي، ارتدادا من منطقة الدعم عند 10992 نقطة بعد كسرها حاجز 11 ألف نقطة، مع تحسن السيولة خلال الجلسة نفسها مقارنة باليومين اللذين سبقاها، وتعد منطقة 10980 دعما قد شهدت السوق ارتدادا منها مرات عدة، ويعد الارتداد من مناطق الدعم عند ملامسته طبيعيا من الناحية الفنية، لكن الأهم هو المحافظة عليه، كما يعتمد الحكم على إيجابية هذا الارتداد بمدى قدرة السوق على تجاوز 11350 نقطة التي تعد منطقة مقاومة قوية حاليا، وتعد السوق حتى الآن في عمليات تصحيح حتى يثبت انتهاؤها.

كما أنه في حال التصحيحات التي تمر بها السوق طالما تكرر سؤال عن مناسبة الدخول لها من عدمه، والحقيقة أنه لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع سواء كانت السوق صاعدة أم هابطة، حيث إنها تعتمد على تقبل المخاطر، والأهداف المرجوة من الاستثمار، والمدة الزمنية، ومدى الحاجة إلى السيولة، والله أعلم.

 

 

 

نفلا عن الاقتصادية