لا تزال السوق السعودية تتداول في منطقة عرضية محصورة في قناة أفقية بمقدار 200 نقطة تقريبا، بين 11350 وتشكل منطقة دعم للقناة العرضية، و11550 التي تعد منطقة مقاومة لها، تتداول السوق داخل هذه القناة منذ منتصف أغسطس الماضي. ويشير التذبذب العرضي أو الأفقي عادة إلى مناطق استراحة، وكذلك قد تكون مناطق حيرة حتى يتم حسم أحد الاتجاهين، إما باختراق المقاومة والاتجاه صعودا، أو كسر الدعم واستمرار السلبية التي بدأت قبل ذلك. ومن حيث الاتجاه العام، فلا تزال السوق تتداول أسفل متوسطها للـ 50 يوما الذي يتوافق مع سقف القناة العرضية، كذلك تشكل هذه المنطقة نسبة 50 في المائة من سلسلة تراجعات فيبوناتشي، التي ترصد مناطق المقاومة أثناء الارتداد خلال الموجات الهابطة، ما يعني قوة هذه المنطقة عند 11350، تليها منطقة 11650 نقطة، التي تشكل أيضا منطقة 61 في المائة فيبوناتشي.
في الأغلب يحتاج حسم المناطق العرضية، إلى أخبار أو محفزات لحسم الحركة في أحد الاتجاهين، ومع صعود النفط واختراقه قمته منذ بداية العام الجاري عند 88 دولارا ربما يعد محفزا للسوق لإنهاء اتجاهها العرضي نحو الصعود واختراق المقاومة، خاصة أن النفط قد يحقق سعر 92 دولارا للبرميل كمستهدف قادم. وشهدت أسعار النفط صعودا قويا عزز من قدرتها على تجاوز قمتها مع قرار المملكة الذي أعلن عنه قبل يومين، بتمديد خفضها الطوعي بمقدار مليون برميل يوميا إلى نهاية العام الجاري، مع اعتبار منطقة 88 دولارا دعما لأسعار البرميل للفترة المقبلة. تضاف إلى ذلك الإشارات الفنية الإيجابية على سهم "سابك" التي تعد مؤثرا في حركة المؤشر العام، التي تعد مرشحة بدعم حركة المؤشر العام، بعد تراجع مستمر منذ بداية العام.
على الرغم من هذه الأسباب التي قد تكون محفزا لتجاوز السوق منطقة المقاومة، إلا أنه لا بد من الأخذ في الحسبان تقلب الأسواق خلال الفترة الحالية، وكثرة الأخبار المؤثرة فيها، ومدى حساسيتها لذلك، وهذا يتطلب الاهتمام بمنطقة الدعم السابق ذكرها، فأي كسر لها -لأي سبب كان- يعد استمرارا للسلبية التي بدأتها السوق منذ تراجعها قبل شهر ونصف تقريبا من قمتها عند 11933 نقطة.
من جهة أخرى، تنتظر السوق في سبتمبر الحالي، طرح أسهم شركة أديس القابضة للاكتتاب العام، وذلك بطرح أسهمها في السوق الرئيسة، التي تقدم خدمات الحفر والإنتاج لقطاع النفط والغاز. وستمثل الأسهم المطروحة البالغ عددها 338.7 مليون سهم نحو 30 في المائة من رأسمال الشركة. ويعد هذا الطرح من أكبر الاكتتابات التي تم طرحها أخيرا، حيث سيتم تخصيص 33.87 مليون سهم منها لاكتتاب الأفراد، وقد يشكل هذا الطرح عامل ضغط على السيولة في السوق، حيث يقوم بعض المستثمرين بتسييل بعض المراكز للدخول إلى اكتتاب شركة أديس القابضة بأكبر كمية ممكنة، حيث تعد الشركة ضمن الشركات التي لها علاقة مباشرة بقطاع النفط والغاز، الذي يجذب المستثمرين ويحتل اهتمامهم بشكل كبير.
لذلك ربما يفسر هذا بعض أسباب زيادة السيولة الخارجة مقارنة بالسيولة الداخلة خلال الأسبوع الجاري، لكنها في الوقت ذاته لا تعد مقلقة حتى الآن، كونها تعد في نطاق مقبول، ولأن السيولة بشكل عام تعد متراجعة أثناء الفترة ذاتها، والله أعلم بالصواب.
نقلا عن الاقتصادية