الإنسان الشريف، لا يملك غير ثلاث طرق لكسب المال: الأولى مقايضة جهده ووقـته مقابل راتب شهري أو أجر يومي "وهذا هو الموظف والعامل الأجير". الثانية تأسيس عمل تجاري يحقق من خلاله ربحا ماليا معقولا "وهذا هو التاجر ورجل الأعمال"، الثالثة توظيف أمواله لكسب مزيد من المال والأرباح "وهذا هو المستثمر الذي يمول، ويشارك، ويسهم"، الأول، والثاني، يعملان من أجل المال "ومن لا يـفعل ذلك؟"، أما الثالث فلا يعمل بنفسه مثلهما، بل يدع المال يعمل بالنيابة عنه من خلال استثمار أمواله في مشاريع الغـير دون الحاجة إلى تأسيس وإدارة وبـذل جهـد، الموظف والعامل دخلهما محدود لأن وقتهما وجهدهما محدود، أما التاجر فيحقق مداخيل أكبر، ولكن على حساب وقته وجهده وتحمله مسؤولية التأسيس والإدارة والمخاطرة برأس المال. المستثمر هو الأكثر راحة وتفرغا لكونه لا يؤسس ولا يدير ولا يتابع ولا يحتاج إلى خبرة مسبقة ـ ولا حتى المخاطرة برأس ماله لكونه يوظفها منذ البداية في مشاريع قائمة وناجحة ومكتملة.
الموظف والعامل لا يمكنهما أن يصبحا أثرياء "وتذكر هذه الجملة طوال حياتك"، في حين يمكن للـتاجر ورجل الأعمال أن يصبحا أثرياء "ولكن بطريقة مجهدة" بعكس المستثمر الذي يصبح ثريا مثلهما ولكن بطريقة أكثر راحة وتفرغا،معظمنا ينضم تحت الفئة الأولى "موظف" وقـليل منا تحت الفئة الثانية "رجل أعمال" ونادرا ما ترى حولك شخصا من الفئة الثالثة "مستثمر". إن كنت موظفا، فلا أنصحك بالتحول إلى تاجر أو رجل أعمال، وادخل مباشرة في مجال الاستثمار. فـالمعلم والطبيب والضابط وكل صاحب وظيفة، لا يملك وقتا ولا خبرة تؤهله إلى تأسيس مشروع تجاري ناجح ـ وفي حال نجح، لن يتمكن من الصمود طويلا أمام تجار ورجال أعمال متفرغين وعارفين بكواليس السوق. ما لم تكن ابن عائلة تجارية عريقة تملك خبرة، ورأسمال، وعلاقات قوية، أنصحك بتجاوز هـذه الفكرة والتحول مباشرة إلى مستثمر.
أكبر عقبة ستواجهك هي اعتقادك بأن الاستثمار يحتاج إلى رأس مال ضخم، ولكن الحقيقة هي أنه يمكنك الاستثمار بمبالغ صغيرة في أسواق الأسهم والشركات المالية والمساهمات الرسمية. لا تحتاج إلى امتلاك عقارات تساوي الملايين، لأنك تستطيع تحقيق عوائد أكبر بشراء وحدات زهيدة في الصناديق العقارية المتداولة REITs، في حال استثمرت بهذه الطريقة "لأعوام طويلة بمبالغ شهرية صغيرة" ستكتشف ذات يوم أنك أصبحت تملك ثـروة معقولة دون الحاجة إلى تأسيس مشروع تجاري يفـشل قبل أن يبدأ، وصدقني، لن تنتظر سن الشيخوخة لتكـتشف أنني كنت على حق.
نقلا عن الاقتصادية
شكرا لطرحك أستاذ فهد .. لكن كلامك ليس قاعدة .. فقط وجهة نظر ممكن انها تدغدغ مشاعر الموظفين ويجدون العزاء في كلماتك لعدم غناءهم والعمل في تجارة مثل من حولهم من التجار .. معظم التجار ورواد العمال حاليا وسابقا كانوا موظفين وبعدها أستقالوا أو طردوا من وظيفتهم ..!! .. نعم كثير من الموظفين لا يصلح ان يكون تاجر .. لأن التجارة تتطلب صفات ومهارات شخصية .. ومخاطرة في بداية التجارة .. وبعدها تتولد الخبرة .. ولولا المشقة لساد الناس كلهم .. لذلك أعرف نفسك هل تنفع كتاجر .. أو الأفضل الأستمرار كموظف أو مستثمر .. لكن اعرف طموحك وأمكانياتك لكي لا تتحسف عندما ترى رفقاء دربك تقدموا عليك في مجالات ممكن أن تنجح فيها أكثر منهم .. بسبب أن لديهم العزيمة والأصرار ولم يسمعوا للمخذلين !
صحيح كلامه ليس قاعدة ففي النهاية الرزق من الله هو المهم ولا يعرف البعض متى يأتي الرزق ولا كيفيته ولا كميته، ولكن من تجربة فالاستثمار لمن لديه وظيفة ولا يستطيع العمل في التجارة هو من أفضل انواع الاستثمار المستقبلي وتكوين رصيد مستقبلي ينمو مع الزمن وذلك بنظام الاستقطاع الشهري من الراتب ووضعه في اسهم او عقار بالتقسيط وسوف يرى اثر ذلك عند الحاجة في المستقبل لمبلغ يستعين به في باقي أمور حياته
اليوم كلها خطره وكلها فيها من العناء والمشقه والتهديدات الشيء الكثير والله المستعان
الاستاذ فهد جميل في كتاباته و في كل حالاته لكن اباحسام هذه المرة عمم الفكرة بعض الشيء الاستثمار وكذلك التجارة وقبلها الوظيفة لاتصلح لأي احد فمهام الاستثمار ومتطلباته المادية وكذلك الصفات الشخصية والثقافة والعلم لها ابلغ الأثر في نجاح المستثمر مثلا وكم من وارث اغتنى ثم افتقر .
مقال مميز ويوصف حال الكثير وأنا منهم . الاستثمار طويل الأجل لغالبيتنا ولكنها حقيقية لا نرغب بتصديقها ونجري خلف حلم الثراء السريع وماهو إلا سراب