يتمتع المستثمر الناجح بمستوى عالٍ من الوعي الذاتي بقراره الاستثماري عندما يتعلق الأمر بتحمل المخاطر، خاصة العالية، حيث أنه لا يقوم بالاستثمار في الأصول التي تتجاوز قدرته على تحمل المخاطر، وهذا ما يعني أنه يجب على المستثمر معرفة الحدود الاستثمارية الخاصة به من أجل عدم اتخاذ القرارات الخاطئة وغير العقلانية التي ربما تؤدي إلى خسارته للمال والسمعة وجميع ما يرتبط بها من مخاطر أخرى، على المستثمر دراسة السوق في جوانب المخاطر العديدة، وسنعرف في هذا المقال مقتطفات يلزم المستثمر معرفتها لأهميتها لنجاح استثماره.
الشفافية والإفصاح وتوفر المعلومات من أهم أساسيات القرار الاستثماري لكل من يرغب في الاستثمار لتحقيق العائد المناسب، ناهيك عن معرفة الأداء العالي للشركات المستهدفة من الاستثمار، إن توفر وشفافية المعلومات في هذا الشأن محفز لمتخذ القرار الاستثماري في الأسواق، خاصةً خارج حدود وطنه الأم. العلاقة طردية بين الاستثمار في الأسواق المستهدفة والشفافية العالية والإفصاح في تلك الأسواق والعكس صحيح. التناسب بين الشفافية والافصاح من جهة والمساءلة من جهة أخرى تساند القرار الاستثماري وتزيد من مستوى الثقة في السوق الشركات المستهدفة من المستثمرين، تعدد قنوات الاستثمار في السوق ضرورة لتنويع استثمارات المستثمرين. الملاحظ على هيئة السوق المالية السعودية تطور الحوكمة والرقابة على التعاملات في السوق ما يحسن جاذبيته للمستثمرين من داخل المملكة وخارجها.
المستوى العالي للشفافية والافصاح والمسؤولية في الهيئات الحكومية والخاصة يؤثر في الصحة والمصداقية المعلوماتية، وبالتالي تزيد جاذبية الاستثمار لدى المستثمرين، ومن الأهمية شمول أصحاب المصالح في الفائدة التي يحصدونها من الحوكمة المؤسسية الفاعلة التي تحد من المخالفات التي تضر باستثمارات أصحاب المصالح الحاليين في السوق الاستثمارية. ومن المؤكد أن استدامة الاستثمار تستمد من الجودة العالية للحوكمة في السوق، وكذلك من المعلومات الكافية ذات الجودة العالية لمتخذ القرار الاستثماري من حيث المعرفة والخبرة وقراءة المستقبل والحدس، وكلما كانت المعلومات على مستوى عال من حيث الكمية والحداثة والجودة، كلما انخفضت نسبة المخاطرة وزادت نسبة نجاح القرار وما ينتج عنه من أرباح، وأقصد بالاستدامة ديمومة الاستثمار ونموه لفترة طويلة.
تؤكد نتائج الدراسات على أن المعلومات القليلة والضعيفة وذات الجودة المتدنية تفقد المستثمر الفرصة والإرادات والارباح والكفاءة الإنتاجية، لذلك على المستثمر التركيز على العديد من الجوانب التي تطور القرار وتساهم في مكاسب عالية منه، التحليل العالي الكفاءة والجودة للمعلومات من قبل متخصص يفهم المعلومات وتفسيرها الموثوق ليكون القرار على درجة عالية من متطلبات النجاح لتحقيق الهدف من الاستثمار، تفاوت صحة ومصداقية المعلومات يتأثر بتفسيرها من قبل متخذ القرار ومفسر المعلومة.
وفي الختام.. تعد انضباطية وتطابق الاخلاقيات المهنية في الاستثمار من أساسياته فالقول يؤيده العمل أو الفعل. ولا يمكن فصل الأخلاقيات عن الحوكمة الفاعلة والامتثال في التطبيق بأي حال من الاحوال.
نقلا عن اليوم