جان ستيوارت مل، فيلسوف ومهتم بالاقتصاد السياسي والإصلاح الاجتماعي. ولد في 1806 في لندن. والده جيمس أيضا فيلسوف اهتم بالاقتصاد وأثره في حياة وتفكير ديفيد ريكاردو، ويعد جان ربما آخر الجيل الذي تعامل مع الاقتصاد من منظار المثقف الشمولي قبل أن يصبح علم الاقتصاد أكثر استقلالية. حرص والداه على تعليم مميز لابن نبيه. استطاع تعلم اليونانية واللاتينية والجبر في عمر 12 عاما، وبدأ دراسة المنطق والاقتصاد السياسي. لكن يبدو أن التعليم الجاد في سن مبكرة كان له أثر في حالتة العقلية والنفسية، إذ تسبب في اكتئاب وانهيار عصبي، وهو في الـ20 من عمره. على الرغم من الصعوبات إلا أنه اجتازها ليبدأ حياة مهنية استثنائية، ساعدته على ذلك زوجته التي كانت كاتبة مرموقة.
استهل حياته العملية مع شركة الهند الشرقية التي كانت جاذبة لكثير من أبناء النخبة في 1823، حيث استمر في العمل نحو 30 عاما. أصبح عضوا في البرلمان في 1865، وكان مدافعا عن حقوق المرأة، وأيضا عما يسمى اليوم السياسات الليبرالية في الاقتصاد كحماية العمال من خلال الاتحادات، وتوزيع الدخل في المجتمع من خلال نظام الضرائب، وناقدا للاستعمار. نزعته الإصلاحية كانت قوية ودافع عنها في البرلمان، وفي كتابته عن الفلسفة والأخلاق والاقتصاد والسياسة. يعد من مؤسسي المدرسة الكلاسيكية في الاقتصاد، وليس من المبالغة القول، إن جان مل مهد فكريا للسياسة الرأسمالية وما عرف لاحقا باقتصاد السوق.
أهم كتبه كان "مبادئ الاقتصاد السياسي" الذي نشره في 1848، حيث تزامن مع الحراك الاجتماعي والعمالي في أوروبا. تحدث في الكتاب عن نظرياته في القيمة والعرض والطلب والعائد المتناقص من توظيف الموارد كمدخلات اقتصادية، ومن أهم الأفكار كان تعامله مع مسألة توزيع الثروة، حيث نادى بالعدالة على أسس النفعية. ربما في كتاب قصير مكمل "في الحرية" ناقش الحرية الشخصية وأهميتها للتنمية البشرية ومدى مساحة الحرية للناس إلى أن تبدأ تتعدى على حرية الآخرين، وقد أبدى اهتماما خاصا بحرية الكلام والفكر والحركة، لا بد من بعض الاقتباسات لما لها من نقل مختصر لأفكاره.
في الحياة عموما يقول، "كل الأشياء الجميلة نتيجة الأصالة"، ويقول، "كمية الأشياء الغريبة في المجتمع عموما تتناسب مع الإبداع فيه، ومع النشاط العقلي، والشجاعة في الأخلاق"، ويقول، "ليس كل المحافظين أغبياء لكن أكثر الأغبياء منهم"، ويقول، "هناك حقائق لا يمكن استيعابها حتى تنضج التجربة"، ويقول في الحرية، "الحرية التي تستحق الاسم هي فقط تلك التي تخدم مصالحك بطريقتك ما دامت لا تحترم الآخرين، أو تحاول أن تعوق توصلهم إلى حرياتهم". في الاقتصاد كان ضد الفكر الاشتراكي الذي كان رائجا في تلك الحقبة، خاصة على أثر الحركات العمالية التي اجتاحت أوروبا. ويقول في الاقتصاد السياسي، "يعلمنا التاريخ أن القوى الاجتماعية والاقتصادية تمشي على المجتمعات مثل المد وهي نصف واعية لما يحدث لها. رجال الدولة المهرة يقرأون المشهد المقبل، ويشكلون المؤسسات وأفكار الناس وأهدافهم لما هو مقبل ببطء. وهناك آخرون لا يتفاعلون إيجابيا مع العملية التاريخية، وبالتالي تسود فترة جهل وتساؤلات بين التغيرات الخطأ، ومعارضة تنادي بتغيرات خطأ".
جان ستيوارت مل، كان أحد مفكري الليبرالية، ورغم أن أحد أهم كتبه في الاقتصاد، إلا أن تركيزه على الاقتصاد السياسي جعل منه رمزا للفكر الليبرالي في الغرب، وبالتالي تمت إعادة صياغته ليخدم الرأسمالية، ولذلك مع التغير الفكري وظفت أفكاره وكأنها دفاع عن المحافظين بعد أن كان ناقدا لهم، كما يدل الاقتباس أعلاه. عاش آخر حياته في فرنسا، ومات هناك في 1873.
نقلا عن الاقتصادية
قارئ لمنشوراتك بإستمرار. اجلت قراءة ثروة الامم سنوات تحمست له بعد مقالتك و تلاشى الحماس بعد عدة ايام لكن يبدو سأبدا بمؤلفات جان و ثروة الامم وضعتها مستهدف لهذا العام.. اتابع من وقت لاخر قناة يوتيوب Breaking Point التحديثات الاقتصادية.. مره تحدثوا على ان قرارات الفيدرالي و نطاق النقاش بين مجموعة اقتصادية خريجي جامعات مشهورة لديهم.. لا يفهمه الا من يملك PHD بنظريات و علوم متقدمة على الترند العام و ما تقدمه الجامعات الاقتصادية.. هل لديك اي تصور او اطلاع عن الامر. شكراً لك و طابت أيامك
شكرا لك. لست مألوف مع هذه القناة بالذات و لكن ربما اتفق معك في ان البعض يكون تحليلي اكثر من حاجة الغير مختص. بحكم التخصص و المتابعه اطلع على بعضها ، احيانا تكون ذات جدوى عملية و احيانا مجرد تراشق فكري على جزئيات يصعب تفنيدها او وضعها في الاطار الصحيح. المهم ان نسيطر على السياق و نقدر التوجهات.
it was a nice article ...can you really inform us why all SABIC CEOs - from 1976 till ........now - from the same province ..is it a mere conincident ....hope to hear you in this point !!!