أغلقت السوق السعودية في آخر جلساتها قبل إجازة عيد الفطر المبارك على ارتفاع بـ131 نقطة وبنسبة 1.19 في المائة، وأغلقت الجلسة الأخيرة للسوق بشمعة إيجابية "شمعة مربوز"، وهي أحد نماذج الشموع اليابانية التي تشير إلى سيطرة المشترين منذ افتتاح الجلسة إلى إغلاقها. حيث يكون سعر الافتتاح هو السعر الأدنى بينما سعر الإغلاق يكون هو السعر الأعلى الذي وصلت إليه السوق، وهو نموذج شرائي إيجابي وإن كان يحتاج إلى تأكيد في جلسة افتتاح السوق ما بعد العيد، لكن السوق شهدت زخما صعوديا منذ منتصف نيسان (أبريل) الماضي واستمر الزخم طيلة شهر كامل مع تحسن في قيم وأحجام التداول، كما أن السوق أغلقت نهاية جلساتها لشهر رمضان المبارك على ارتفاع منذ بداية العام الجاري بنسبة تجاوزت 6 في المائة وبمقدار660 نقطة، حيث افتتحت السوق أولى جلساتها لهذا العام عند مستوى 10500 نقطة وأغلقت حتى الآن عند 11163 نقطة، حاليا تستهدف السوق السعودية منطقة 11300 نقطة بعد تأسيسها منطقة دعم تعد هي الأهم خلال الفترة المقبلة عند 10800 نقطة.
أبرز العوامل التي أسهمت في دعم السوق خلال الفترة الحالية رفع تصنيف المملكة الائتماني من ثلاث وكالات عالمية، وكذلك رفعت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني تصنيفها لشركة أرامكو السعودية إلى "+A" مع نظرة مستقبلية مستقرة، وتعد أرامكو أكبر مؤثر في حركة المؤشر العام للسوق، حيث ارتفعت بنسبة تجاوزت 12 في المائة خلال شهر واحد، وكانت بين أكبر الداعمين لحركة السوق، وقد أغلقت أرامكو آخر جلساتها عند 34.65 ريال وتستهدف منطقة 35.50، حيث تعد منطقة مقاومة الترند "المسار" الهابط من القمة التي حققتها عند 43.35 ريال منذ أيار (مايو) من العام الماضي، وبالتحرر من هذا المسار تكون مستهدفاتها عند 37، كما تبع ذلك رفع وكالة "فيتش" تصنيفها الائتماني لثمانية بنوك سعودية، ما انعكس إيجابا على تحركات القطاع الذي أغلق على ارتفاع عند 11400 نقطة، ويستهدف حاليا منطقة 11600 تليها منطقة 11950، وبتجاوز الأخيرة يتحرر القطاع من قناته الهابطة التي يتداول داخلها بمسار هابط منذ أيار (مايو) العام الماضي، والتحرر من القناة الهابطة والإغلاق فوقها لمدة يومين وبكميات عالية قد يدفع القطاع إلى استهداف منطقة 12500 نقطة كأول المقاومات المستهدفة حينها، لذلك وبعد رفع التصنيف الائتماني للقطاع البنكي وشركة أرامكو اللذين يعدان من أبرز المؤثرين في حركة المؤشر العام، فمن المرشح استمرارهما في تقديم الدعم إذا كانت السوق ستواصل زخمها الصاعد بعد إجازة عيد الفطر المبارك.
من جهة أخرى، فقد أسهم ضعف مؤشر الدولار أخيرا في منح مزيد من الزخم الصعودي للأسواق وكذلك للنفط والذهب أيضا، حيث وصل مؤشر الدولار إلى 100.78، لكن هذا الضعف قد يتلقى بعض الدعم والارتداد "مؤقتا"، إذا ما قرر "الفيدرالي" رفع الفائدة مجددا في اجتماعه المقبل الشهر المقبل، حيث دخل الدولار في مسار هابط منذ أيلول (سبتمبر) العام الماضي، متراجعا بنسبة 14 في المائة عن قمته المحققة عند 114.77، وعموما لا تزال الضغوط مستمرة على الدولار خشية الركود المحتمل للولايات المتحدة، لكن في حال نجحت الشركات في تقديم نتائج إيجابية عن ربعها الأول لهذا العام فقد تمنح الأسواق مزيدا من الطمأنينة للمستثمرين واستعادة شهية المخاطرة.
نقلا عن الاقتصادية