كم اختراعا سعوديا تحول إلى منتج قابل للتصدير؟

05/04/2023 2
فهد عامر الأحمدي

بلغ عدد المخترعين السعوديين المسجلين لدى الهيئة السعودية للحماية الفكرية 2684 مخترعا. هذا العدد خاص فقط بـ2022 ممن صدرت لهم براءة اختراع. فالمملكة تحتل منذ أعوام المرتبة الأولى عربيا، والـ25 عالميا، في براءات الاختراعات المسجلة عالميا "حسب منظمة الويبو لـ2021".

غير أن أغلب المخترعين لدينا يعانون عدم تنفيذ وتطبيق اختراعاتهم على أرض الواقع "بعكس الصين مثلا التي يتحول جزء كبير من اختراعاتها إلى منتجات قابلة للتصدير".

في المملكة، وعالمنا العربي بأكمله، لا تترجم اختراعاتنا إلى صناعات يتم بيعها وتصديرها.. لا تتحول إلى منتجات جديدة تخدم الوطن وتضيف إلى الاقتصاد وتسهم في التنمية.

لهذا السبب أتمنى على رجال الأعمال الاستماع للمخترعين وتبني ابتكاراتهم. لا نريد منهم إحسانا ولا حتى مجاملات وطنية، نريد فقط أن ينظروا إلى الأمر من زاوية تجارية وأفكار تحقق عوائد مادية.

هذه الحقيقة الغائبة عنا هي التي تجعل الشركات العالمية تنفق بسخاء على برامج الأبحاث وشراء الإبداعات الجديدة، فهي تدرك أن نجاح "فكرة واحدة" يؤهلها إلى إنشاء صناعة جديدة واحتكار السوق فترة طويلة.

مشكلة المخترعين لدينا أنهم ليسوا مستثمرين أو رجال أعمال وصناعة، غير متخصصين في المراحل التالية للابتكار ولا يعرفون ماذا يفعلون بشهادة "البراءة" التي حصلوا عليها. فمرحلة التنفيذ والتصنيع تتطلب تخصصات دقيقة ومراحل مكلفة ودراسات جدوى وصنع نماذج العمل التشغيلية، وجميعها ليست فقط تخصصات مختلفة، بل تحتاج إلى رأس المال وميزانية تنفيذ وإدارة.

سنظل نسمع عن شباب اخترعوا هذا الجهاز أو ذاك، لكننا لن نسمع عنهم شيئا بعد ذلك، كما يحدث من عقود وأعوام طويلة. والعيب بالتأكيد ليس في هؤلاء الشباب "فهم أحرص من غيرهم على تطبيق ما اخترعوه"، بل في وزارات بيروقراطية، ورجال أعمال لا يدركون أهمية الابتكارات في بناء الصناعات الجديدة!

لا بد من وجود شراكة ناجحة بين المخترعين والمستثمرين لتحويل ابتكاراتنا إلى منتجات قابلة للتصنيع والتصدير.

وقبل أن نحقق مثل هذه الشراكة "بين الفكرة ورأس المال"، هناك سؤالان يجب أن نجيب عنهما في أقرب وقت ممكن:

الأول، ما الجهة أو الهيئة المسؤولة عن تحويل اختراعاتنا إلى منتجات اقتصادية قابلة للتطبيق والتصنيع والتصدير؟

الآخر، ما الجهة أو الهيئة التي تتولى تسويق هذه الاختراعات في الخارج، وتجمع بين المخترعين ورجال الصناعة في الداخل؟

طبعا، لا يزال سؤالنا الأول قائما: كم اختراعا سعوديا تحول حتى الآن إلى منتج قابل للتصدير؟

 

 

نقلا عن الاقتصادية