للفقر أسباب كثيرة، من أهمها التورط في سن مبكرة. التورط مبكرا في قروض أو شراكات أو مشتريات أو قضايا تستنزف دخل الإنسان لفترة طويلة. وتزداد حدة التأثير حين يحدث ذلك في سن مبكرة تمنع الشاب من فرص الادخار والاستثمار وزيادة الدخل. فالقروض الربوية، والشراكات الفاشلة، والشراء بالأقساط المجحفة، والتورط في قضايا الاحتيال وجمع الأموال، أمثلة لتصرفات مالية تسرق مداخيلك المستقبلية وتقضي على مسيرتك المالية.
في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 كتبت مقالا بعنوان، "مأساة ماتيلدا" يوضح بجلاء نتائج التورط في سن مبكرة. وكان يمكن لمأساة "ماتيلدا" أن تكون أقل حدة لو كانت تملك والدا ثريا ينقذها من كل ورطة، لكن الأمر يصبح قاسيا وخطيرا حين تكون ابنا لعائلة بسيطة أو شابا يبدأ حياته دون مساعدة أحد.
ومن العقبات التي تعيق مسيرتنا المالية في سن مبكرة: الاقتراض بالربا، والشراء بالتقسيط اللذين يأتيان في مقدمة القيود التي تكبلنا بالتزامات طويلة وفوائد لا تنتهي.
دخولك في شراكات غير مدروسة، أو ممارسات مالية خاطئة، أو دعوات احتيال تعدك بالثراء السريع.
وفي المقابل هربك من الفرص المالية الناجحة والجاهزة التي تأتيك بنفسها "وتأتي لكل إنسان مرة أو مرتين بحياته".
التسويف، والتأجيل، والاستخفاف بدور الزمن في بناء الاستثمارات الكبيرة.
عدم الادخار، وصنع شبكة أمان، ومحاولة جمع رأس المال في سن الشباب.
الأمية المالية، والجهل بطرق الاستثمار وصناعة الثروة "وهي الحالة الطبيعية ما لم تبادر بالبحث والاطلاع وقراءة الكتب المالية".
الركون للوظيفة، والاكتفاء بالراتب، وعدم محاولة إيجاد دخل إضافي رديف "طوال 40 عاما تسبق تقاعدك".
والأخطر من كل هذا، عدم الاستثمار في ذاتك، وتطوير مهاراتك، بحيث تصبح غالي الثمن في سوق العمل.
المطلوب منك الآن هو عدم التورط في مثل هذه الأخطاء في سن مبكرة. حاول تجنبها قبل فوات الأوان، واستدراكها قبل أن تقضي على فرصك في الادخار والاستثمار وبناء الثروة. ارتكابها ليس منافيا للقانون، لكنه مناف للتخطيط السليم لكونه يستنزف دخلك خلال فترة الشباب، ويبقي محفظتك فارغة بعد سن التقاعد.
ابحث في النت عن "مأساة ماتيلدا" وأسأل نفسك إن كان في حياتك حماقة مماثلة. وتذكر دائما أنه ليس ذنبك أن تولد لعائلة فقيرة، لكن ذنبك أن تتورط مبكرا وتموت فقيرا.
نقلا عن الاقتصادية