«تاسي» هل انتهت رحلة البحث عن قاع؟

12/01/2023 0
بسام العبيد

تسير الأسواق في اتجاهات صاعدة وأخرى هابطة يدفعها لاختيار سلوك اتجاه دون الآخر بعض العوامل التي تكون إما إيجابية وإما سلبية، فإذا كانت المعطيات إيجابية سارت في الاتجاه الصاعد والعكس تماما عندما تكون العوامل والمعطيات سلبية فعندها تسلك الاتجاه الهابط.

لذلك من المهم معرفة سلوك كل اتجاه للتعامل معه بما يتناسب مع وضع كل سوق، فالاتجاه الصاعد عبارة عن قمم وقيعان صاعدة كل قمة تأتي تكون أعلى من القمة التي قبلها وهكذا القيعان الصاعدة فكل قاع يكون أعلى مما قبله، وأما الاتجاه الهابط فيتكون من قمم وقيعان هابطة كل قمة تكون أقل من القمة التي قبلها، وكذلك القيعان فيكون كل قاع أقل مما سبقه، والجدير بالذكر أننا في الاتجاه الصاعد نربط بين أول قاعين ليكون لدينا خط ترند "اتجاه" صاعد، ويعد دعما للاتجاه متى تم كسره لأسفل يكون نهاية للمسار الصاعد، وبدء مسار هابط، وهنا يتغير المسار، كما يشترط كسر آخر قاع صاعد قريب على هذا المسار لتأكيد تغير الاتجاه. أما في الاتجاه الهابط فإننا نربط بين أول قمتين، ليكون لدينا خط ترند "اتجاه" هابط، ويعد مقاومة للأسعار، ومتى تم اختراقه لأعلى يكون نهاية للمسار الهابط وبدء مسار صاعد جديد، كما يشترط لتأكيد تغير الاتجاه أن يتم اختراق آخر قمة هابطة قريبة على هذا المسار.

من خلال ما سبق لو لاحظنا حركة المؤشر العام للسوق السعودية، فمنذ تحقيق السوق لقمتها عند 13950 تقريبا التي سجلها المؤشر في أيار (مايو) الماضي وكسر اتجاهه الصاعد عند 13400 نقطة فقد تحول المسار الصاعد إلى مسار هابط، ودخلت السوق في موجة هابطة لا تزال تتداول في اتجاه هابط وتتحرك أسفل خط هذا الاتجاه.

وبعدما عرفنا أن الاتجاه الهابط يتكون من قمم وقيعان هابطة، فلا بد أن نعلم أن السوق طالما تتداول أسفل من الاتجاه الهابط فنحن نتوقع قمما هابطة وقيعانا هابطة جديدة، فالسوق حققت أول قمة هابطة عند 13 ألف نهاية أيار (مايو) الماضي، وحققت قاعا هابطا عند 12178 نقطة، ثم عادت السوق منتصف تموز (يوليو) وحققت قاعا هابطا عند 11100 أدنى من القاع الأول، وحققت قمة هابطة أدنى من التي قبلها عند مستوى 12700 في منتصف آب (أغسطس)، ومع نهاية أيلول (سبتمبر) كسرت القاع الهابط الأخير وحققت قاعا جديدا عند 10900 نقطة، كما صعدت بعدها في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) لتحقق قمة هابطة عند 12100، حيث كانت الأقل بين القمم السابقة، كما حققت أدنى قاع لها حتى الآن في مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي عند 9950 وكسرت بذلك مستوى العشرة آلاف نقطة لأول مرة منذ أكثر من عام ونصف.

إذن فالسوق تحقق قمما وقيعانا هابطة كل منها أدنى مما قبله، ومن خلال حركة القمم والقيعان الهابطة التي تسلكها السوق حاليا فمن الناحية الفنية وطالما أنها لا تزال تتداول أسفل من خط الاتجاه الهابط، فالسوق تبحث عن قمة هابطة جديدة، ومن غير المستبعد أن يتم تحقيق قاع جديد أقل من القاع الأخير عند 9950 نقطة، بينما التحرر من الهبوط يستلزم اختراق الاتجاه الهابط عند 11100، واختراق آخر قمة عند 12100 نقطة، والله أعلم بالصواب.

 

 

نقلا عن الاقتصادية