في مجلس أحد الأصدقاء قابلت شخصاً لأول مرة، لاحظت عليه صفات التعالي والغرور والاستئثار بالحديث، كما أنه تصدر المجلس، رغم تواجد من هو أكبر منه سناً في العمر ومقاماً في المكانة الوظيفية !
سألت الذي يجلس بجواري من هذا الشخص، قال هو فلان، جده المعروف فلان، عرفت الجد لأفعال حفظها له المجتمع، لكنني لم أفهم لماذا يظن هذا الحفيد أن مجرد انتسابه لهذا الجد يمنحه ميزة تصدر المجالس والتعالي والغرور، فالجد كسب مكانته بأفعاله الحميدة فبماذا كسبها الحفيد، الذي عرفت لاحقاً أنه عاطل عن العمل ويعيش على ميراث الجد، وإذا كان ورث ماله فما الذي يجعله يظن أنه ورث أيضاً مكانته ومجد أفعاله !
أمثال هذا كثيرون في مجتمعنا، وتراهم غالباً في المناسبات الاجتماعية «يمغطون» أجسادهم لتزداد طولاً ويرفعون أعناقهم لتتعانق علواً، و«يمسون غترهم وبشوتهم» لتشبع غروراً، والمشكلة أنهم محل تندر وسخرية حتى عند المنافقين والمتزلفين والمنتفعين، وكل ما يفعلونه ليكبروا في عيون الآخرين هو في الحقيقة يصغرهم، وما أسوأ أن تكون المخدوع الوحيد بنفسك !
جمعتني الصداقة بأمير اجتمعت فيه كل صفات التواضع والمروءة والإحسان، فقلت له محيياً شخصيته الرائعة، كيف تشعر وأنت حفيد ملك وابن ملك وابن أخ ملوك، فقال: الأمير أمير بأخلاقه ومعاملاته وتصرفاته، وإذا لم أكسب صداقتك بمحبة صافية فلن تكون صديقاً حقيقياً !
هذا أمير يمتلك كل أسباب الزهو بنفسه ويتواضع، فكيف بمن لا يملك غير الوهم ويبيعنا بضاعة الغرور والتعالي والكبر دون حتى أن يملكها !
نقلا عن عكاظ