الطمع المتأصل طبع، جزء لا يتجزأ من هوى النفس الثابت، يتكون من الحرص والجشع، يشبه الذي مهما يأكل لا يشبع، فهو يختلف عن الطمع الوقتي العابر، لأن المتأصل من الطمع ينطوي على صفات سيئة منها:(الأنانية والغرور وإشراف النفس والجهل بالأمور، والاستخفاف بالناس، والحماقة)، وكفى بالصفة الأخيرة سوءاً وجهالة، من هذه العجينة السامة يتكون الطمع المتأصل الدائم الذي يجعل الأغنياء فقراء، والسعداء أشقياء، ويفسد العلاقات والصداقات والحياة الاجتماعية والزوجية، لأن الطماع طبيعةً وخلقة، يريد أن يأخذ فوق ما يستحق دوماً ولا يقنع مهما أخذ، كما أنه مُبعد عن الشكر والإنصاف، أو العطاء أو الإحساس بما قدّم له الناس، لأن حضرته يعتقد أن كل ما يقدم له يجب وجوبًا أن يكون أكثر ليليق بمقامه الذي لا يستحقه غيره، فهو يتوهم في نفسه من المواهب والامتيازات ما لا يوجد عند أكثر الناس، وهو اعتقاد واهم نفخه الغرور، وقوّته الأنانية وجاءت ثالثة الأثافي (الحماقة) فزينت له سوء عمله فرآهُ حسناً. أصحاب الطمع المتأصل ليسوا كثيرين لكنهم وبال على أنفسهم وأهلهم وعملهم ومجتمعهم، لأنهم في ضلالهم يعمهون.
نقلا عن الرياض