في 1999 تصدرت الأسلحة النووية المشهد الإعلامي في أمريكا. كان السبب القبض على جاسوس تايواني يعمل لمصلحة الصين في مختبرات لوس ألاموس "المسؤولة عن تطوير الأسلحة النووية". كان يدعى وون هو لي Wen Ho Lee واتهم بتزويد الصين بتصاميم لأحدث الرؤوس النووية المحمولة W88. ترافقت القضية حينها مع ضجة إعلامية واهتمام غير عادي لدرجة أصدر الكونجرس تقريرا يدعى كوكس لحماية الأسرار النووية.
العجيب أنه خلال الأشهر التي احتجز فيها وون لي ظهرت تصاميم كثيرة للرأس النووي الذي اتهم بتسريبه للصين. وحين تم إطلاق سراحه بعد 18 شهرا "لعدم كفاية الأدلة"، كانت تفاصيل الرأس النووي قـد ظهرت على شاشات التلفزيون وصحيفتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، ومجلتي "بوبلرساينس" و"أميركان ساينتفك". وفي 2001 ظهر كتاب بعنوان "الجاسوس التايواني" للخبيرين النوويين دان ستوبر وإيان هوفمان، قدما فيه وصفا مصورا يعـد الأكثر دقة للرأس النووي دبليو 88 الذي يحمل على صواريخ باليستية، "وكان حينها الأحدث في الترسانة الأمريكية".
ما زلت أذكر الضجة الإعلامية التي رافقت هذه القضية ولم تنته إلا بسبب تفجيرات 11 من أيلول (سبتمبر) 2001 التي سرقت منها الأضواء. كنت حينها أتساءل، كيف يتم اتهام أي جاسوس بتسريب تفاصيل نووية، في حين تقـدم وسائل الإعلام الأمريكية تفاصيل أكثر دقة يشاهدها العالم أجمع!
ولـم تكن هذه المرة الأولى التي تنشر فيها تفاصيل الأسلحة النووية عـلنا في وسائل الإعلام الأمريكية. أقـدم حادثة أعرفها تعود إلى أيام الحرب العالمية الثانية حين كانت كل من ألمانيا وبريطانيا وروسيا وأمريكا تتسابق لإنتاج أول قنبلة ذرية. كانت ألمانيا حينها الأقرب لتحقيق هذا الإنجاز لولا الهزائم المتلاحقة التي تعرض لها هتلر في نهاية الحرب. وفي المقابل حشدت أمريكا كامل طاقاتها العلمية لصنع هذه القنبلة ضمن مشروع سري عاجل دعي حينها بـ"مشروع مانهاتن". ورغم أن المشروع كان "سريا للغاية" كانت أخباره تنشر باستمرار في الصحف والمجلات التي كانت تستقطب متخصصين يشرحون كيفية صنع القنبلة الذرية المحتملة. وبسبب هذا السيل الجارف من الأخبار المكشوفة حاز مشروع مانهاتن "السري جدا جدا" لقب أكثر الأسرار شيوعا في التاريخ.
العجيب حينها أن صحيفة "نيويورك تايمز" أشارت إلى أن أول قنبلة ذرية أصبحت جاهزة وستلقى على إحدى المدن اليابانية بين الأول والعاشر من آب (أغسطس) المقبل، "وألقيت فعلا على هيروشيما في السادس من أغسطس 1945".
نقلا عن الاقتصادية
يعملون بقاعدة اذا خفت على انكشاف سر ما قم بنشره !!
هذي طبيعة الإعلام الأمريكي.. نعم فيه حرية إعلامية وممكن يتحدثون عن أدق التفاصيل، ويبقى هناك فارق كبير بين الكلام الإعلامي والحقائق على أرض الواقع. وفي الوقت نفسه مثل هذه الأحداث تستهوي مدمني نظريات المؤامرة، فتخرج علينا تحف أشكال وألوان.
انت واحد من التحف. والمؤامرات موجوده بالفعل عليك كفرد او كأسره او كمجتمع او كدوله او كأمه من قبل الاعداء المتربصين من شياطين الانس والجن الكفار والمسلمين
صحيح.. هذا بالضبط ما يشعر به مرضى فكر المؤامرة... كلام عن شياطين وتربص ووووو.