نحن على شفا عام دراسي جديد والناس منشغلة بالقبول في الجامعات وربما البعثات. هناك جدل واسع حول الموضوع، من أعراضه ما ذكره أحدهم أن ابنه لم يحصل على قبول في إحدى الجامعات على الرغم من حصوله على 96 في المائة، وخريج حديث لم يحصل على وظيفة "مناسبة" بعد عامين من التخرج. وقرأت أن ديون الطلاب الجامعية في أمريكا وصلت إلى 1.7 تريليون دولار ـ أي نحو ضعف حجم الاقتصاد السعودي، وقرأت أيضا أنه تم ضبط قضايا تزوير في الشهادات الجامعية لبعض الوافدين من دول مجاورة بغرض الحصول على عمل في الخليج، وهناك بطالة وبطالة مقنعة، وأخيرا استقدام لحديثي التخرج من دول في المنطقة. هذه التوجهات والخيارات والتحدي وإرضاء الناس تتضمن تناقضات يصعب الإلمام بها فضلا عن الحلول. هناك إشكالية في مناقشة هذا الموضوع المهم من ناحيتين: الأولى، أنه بطبعه عاطفي، فالكل يعتقد أن ابنه أو ابنته تستحق الفرصة، وسريعا ما يقارن بدول مجاورة حتى أقل إمكانات. والثانية، في طبيعة تحديات الاقتصاد التنموي ودور التعليم عامة والجامعي خاصة، فهناك جدلية صعبة حتى على المتخصص. لذلك ينتهي النقاش والتبرير بين المجاملة وتمرير أقل ما يمكن من المقترحات المرة.
ربما نقطة البداية غير منظورة ويصعب قياسها! والتعبير عنها أفضل بتساؤل فيما إذا لدى المجتمع رغبة جماعية صارمة في التحديث أم أن التكيف وتقليد الآخرين في المنطقة هو سيد الموقف تحت مفهوم مجتمعي يسوق تحت عنوان أهمية التعليم، وللكل فرصة مهما كان مستواه لعله يستعيد حساباته واهتمامه الشخصي ـ مراهنات أقرب إلى التهدئة والتكيف مع المألوف منها للتحدي التنموي. الحلول صعبة ولن يتعامل عامود واحد مع تحد بهذا الحجم، لذلك سأكتفي بذكر خريطة لطبيعة التحدي وأفق الحلول وبعض المقارنات الدولية، لأنها مهمة ولكن مع أي الدول، فالمقارنة بـدول المنطقة التي سبقتنا غير مجدية، لأن نجاحاتهم التنموية قاصرة، والمقارنة بأمريكا غير عملية، وترك الموضوع لقوة العادة لن يكون نافذة للتقدم، أجد المقارنة أجدى مع سويسرا وكوريا، حيث أقل من نصف خريجي الثانوية يقبلون في التعليم العالي، البقية للتعليم المهني أو العمل، خاصة أن التجنيد يأخذ أعواما وتدريبا فنيا.
الحل في المملكة لا بد أن يبدأ بقبول أن هناك "فجوة فنية" في المهارات لدى الأغلبية، كما أن التجنيد ليس في الحسابات، لأنه أحد سبل تنمية بعض المجتمعات لتمهير العامة فنيا. لذلك ربما حل وسط يخدم التحدي التنموي في الناحية البشرية الحاسمة في التطوير والارتقاء بقصر التعليم الجامعي على أقل من 50 في المائة والبقية للتعليم الفني. أحد الحوافز للتعليم الفني، بأن يقبل نحو 50 في المائة من دفعات الكليات العسكرية من أفضل عناصر خريجي التعليم الفني، خاصة أن الأمور العسكرية أصبحت تقنية وفنية. خطوة أخرى، أن نرفع مستوى التعليم الفني بالمعامل والمدربين وتقليل الاهتمام بالتنظير واللغة الأجنبية، فالتمكين الفني أولا توجه واستعداد تعميق لمنظومة حوافز اقتصادية على مستوى الفرد وتنموية مجتمعيا. كذلك لا بد من مطالبة أغلب الجامعيين بشهادة الكفاءة المهنية لتأكيد التأهيل المهني والمنافسة قياديا. إعداد القيادات العلمية والأكاديمية لمجتمع نام تختلف عن الحصول على شهادة عليا، خاصة من الخارج لغرض وظيفة عامة. طبيعة التحديات التنافسية مع الدول الأخرى لا تقبل أن يكون المتعلم في التعليم العالي أو الفني متوسط المستوى، المستوى المتوسط يتماشى مع وظيفة عامة تخدم الفرد وتضر بالمجتمع. من علامات النجاح دوليا توظيف التعليم العالي لتمكين المجتمع من قيادة الارتقاء والتقدم.
نقلا عن الاقتصادية
استاذ فواز دون الدخول بنقاش طويل عريض لكن الوضع لدينا شديد الغرابه ( وفي دول الخليج عامة )... لدينا خريجين وعلى مستوى عالي من ارقى الجامعات في العالم وبدرجات عاليه وعاطلين ويتسولون الوظائف ( عذرا على الكلمه ) وفي نفس الوقت لدينا ولدى دول الخليج عماله بعشرات الملايين واكثرهم من دول العالم الثالث ( الوظائف التي يمكن شغلها بابنائنا على الاقل تعادل الربع من هذه الاعداد وتكفي لحل مشاكل البطاله لدينا وتفيض ) !!..ولا زلنا نستقدم مدراء ورؤساء اقسام ومشرفين من دول متخلفه اقل منا بكثير وبعضهم متخرج بدرجات متدنيه وبعضهم بشهادات مزوره ونضعهم رؤساء على ابنائنا ليسوموهم الخسف ؟!...بالله هل هناك دول تفعل مثل فعلنا بأبنائها ؟!!
فيه اشكالية في الاولويات والتمحيص.
- يعطيك العافية ... - الحل سهل عند ما نتخلص من تضارب المصالح والمشاكل الهيكيلية الادارية ....السعوديين يستطيعون ان يكونوا في نفس مستوى انتاجية ومهنية العامل الالماني والسويسري ، لكن السيستم لا يساعد على ذلك ....هؤلاء الفنيين السعوديين الذين يتخرجون من المدارس الفنية ولديهم شغف كبير للعمل في مجالهم يصتدمون بالمنافسة الاجنبية واغراق العمالة الاجنبية والذي هو اصلا مطلب وطني من نوع اخر " توظيف عمالة دول الجوار لربط مصالحهم باقتصادنا ومن ثم تقوية المظلة الامنية للمنطقة خصوصا بعد ضعف معادلتنا مع الغرب " النقط مقابل الامن " " ...لذلك نحن مجبرين لخلق وظائف لمواطني دول الجوار "يمن - اردن - مصر ...الخ " للحفاظ على استقرارها وربط مصالحهم بمصالحنا .
- مشكلتنا باننا دولة جزر بشكل او اخر ...بمعني ان وزارة العمل هي جزيرة مستقلة عن الجزيرة الاخرى وزارة التجارة ...وهي ايضا مستقلة عن الثالثة وهي وزارة الصناعة وهكذا ...كل واحد يعمل بمفرده وليس لديه استعداد للتعاون مع الاخر بل انه يحاول عرقلة الاخر لحاجة في نفس يعقوب .... - وزارة العمل تعاونت مع افضل دول العالم في الجانب الفني وخلال اربعين سنة الا وهي جمهورية المانيا الاتحادية ...وتم تخريج الالاف من الفنيين السعوديين المهرة ...يتخرج الولد وعمره عشرين سنة ومن ثم يلقى به إلى اليم ....يراد من هذا الشاب الصغير ان ينافس في قوى السوق المدمرة ..........بالطبع هو اصلا لا يعرف ماذا يتعين عليه عمله ...لقد علمه الالمان افضل طرق الميكانيك او الكهرباء في المعاهد الفنية ........لكن الشق الفني شيء وقوى السوق شيء اخر ...يراد منه ان ينافس اليمني الذي يعمل من ضمن منظومة من بني جنسه تحتكر السوق اصلا ...ويستفيد من احتكارهم للسوق ايضا المتنفذ العقاري والذي لديه حيازات ضخمة من الاراضي ويريد ان يستفيد منها ويحولها إلى منطقة صناعية ويؤجر المحل بميتين الف ريال سنويا بمعدل خمسة الاف ريال للمتر المربع " صناعية العروبة " ...من اين للسعودي الخريج الحديث ان ينافس ..........لذا يضطر هذا السعودي الى ترك عشق الميكانيكا والالتحاق باي وظيفة باربعة الاف ريال بالمرتبة الرابعة او على رتبة عريف حتى وان كان يفضل ان يعمل ميكانيكيا بنفس الراتب لكن الوظيف قد اخذها المقيم بعد ان تدرب بسيارات الناس حتى ان تعلم . ...
الحل موجود وممكن الان : قيام شركة ادارة للمهنيين السعوديين وظيفتها عمل " تطوير الاعمال لهم " " Bussisnes development " .......... تقوم هذه الشركة باعطاء المهني السعودي سيارة مصندقة بالتقسيط على مدد طويلة جدا ويكون في خلفية هذا البكب اب المصندق عدة العمل وكذلك قطع الغيار لما يناسب عمله .....تطوير برامج حاسوبية بحيث يستطيع المهني السعودي الدخول على كافة قواعد البيانات التي تفيد عمله وهو في السيارة " comperhensive data base for spare parts " .........ايضا يكون هناك رقم مجاني وخدمات اسناد هاتفية يتصل طالب الخدمة بهم ويقومون بارسال السعودي الاقرب لاصلاح " السيارة / المنزل / المعدة / الاجهزة الالكترونية " لذلك سيقبل الناس على خدمات الفني السعودي ليس لانه الارخص بل لانه الاجود والافضل ...........تماما مثلما اقبل على خدمات الاطباء السعوديين لانهم افضل من المقيم ....لديهم خبرات طويلة في المستشفيات الغربية ...
يعني اذا انا فني بعمر عشرين سنة واتخرج والقى شركة ادارة انضوي تحتها تقويم بتسويق خدماتي اصلا عبر نظام Dispatch system تماما مثل اوبر ....وتعطيني سيارة فيها تجهيزات فنية تامة وفي صندوق السيارة المعدات التي احتاجها للقيام بالعملية الفنية ....ولدي داخل السيارة نظام حاسوبي متطور سواء للفوترة او للحصول على البيانات والمعلومات للقطع والتي تبيعني اياها شركة الادارة التابعة للدولة بسعر التكلفة ....وايضا تقوم الشركة بعمل كورسات تدريبية قصيرة عند الحاجة .....مؤكد خلال سنين قصيرة سوف يستطيع السعوديين اخذ حصة معتبرة في السوق .....
حتى انا في المنزل ...عند حاجتي لصيانة منزلية لاجهزة التكييف ...فقط ارفع السماعة على الرقم الموحد ، يرسل لي اقرب فني سعودي عبر التطبيق " مثل اوبر" يجيني بسيارة مجهزة بكل شيء ....يصلح لي اجهزة التكييف لدي وخلال نصف ساعة او ساعة ياخذ حسابه ويمشي ....لديه في سيارته معظم القطع التي يجتاجها الفني ...لديه في سيارته ايباد لتسجيل المعلومات ورفعها لشركة الادارة ...........لا يتعين على الفني السعودي استئجار محل يكلف اربعة الاف ريال شهري ....المحل هو السيارة و تجهيزاتها التي اخذها بقرض لمدة عشر سنوات من الدولة ........لديه شركة ادارة تقدم كافة انواع الدعم العيني من تسويق إلى خدمات حاسوبية إلى فوترة إلى دعم قانوني .......
لكن كما اسلفنا نحن دولة جزر .....وزارة العمل تعتقد انه انتهت مهمتها بتخريج الفني وتسجيله كرقم .....وزارة التجارة تقول رفع نسبة السعوديين في سوق العمل ليس مهمتي ....وهكذا .... وطبعا الفني السعودي عليه ان يقاتل مافيات المقيمين لوحده وهذا مستحيل ...,وعليه ان يدفع للمتنفذ العقاري الجشع ايجار خمسة الاف ريال للمتر المربع و يواجه مصيره امام مافيا البزنس لوحده ...لذلك ينسحب اصلا ويذهب يبحث عن اي وظيفة يسد فيها رمقه ....
اصلا كل مهنة فنية محتكرة من ابناء بلد معين ...مثلا تغيير الزيوت والكفرات مافيا يمنية من منطقة ذمار....عمل الحديد والسواتر الحديدية ...اليمن - محافظة البيضاء ، مطاعم الكبسة - مافيا يمنية من محافظة الجوف - محلات الخياطة : اليمن محافظة إب ....محل السيراميك : السوريين من حماة وحلب .......وهكذا كل صنعة هناك مجموعة مسيطرة عليها وتعمل من ضمن تفاهمات داخلية بينهم ......اولا يتعين على الدولة اصلاح السوق ...والقول بان كل صناعة فيها نسب للسعوديين ونسب لكل جنسية ............فاتح محل سيراميك ...يمنع ان تتجاوز نسبة العمالة السورية في المحل اكثر من 15 % ...محل زيوت وكفرات ...لا يسمح لاي كيان تجاري توظيف اكثر من 20 % من الجنسية ...بحيث نمنع نشوء الاحتكارات والمافيات في قطاع الاعمال
ملاحظات قيمه كالعاده