ترتبط المسؤولية الاجتماعية بأخلاقيات المهنة التي تعتبرها الشركات الناجحة ميزة تنافسية في الأسواق باختلاف منتجاتها. المسئولية الاجتماعية للمؤسسات الربحية وغير الربحية توجه عالمي من منظور إنساني لخدمة المجتمع الذي تمارس فيه نشاطاتها، هناك المؤسسات أحادية المساهمة المجتمعية، وأخرى متعددة المساهمات لاعتقاد إداراتها وملاكها أو حملة الأسهم أن عليهم التزام أخلاقي تجاه المجتمع، وكذلك أصحاب المصالح المختلفة في هذه المؤسسات، لقد اختلف بعض المهتمين بهذا الجانب المجتمعي، فمنهم من يعتقد أن مهمة المؤسسات، خاصة الربحية منها هي تعظيم الأرباح للملاك في الشركات الخاصة المحدودة الملكية، وكذلك في الشركات المساهمة المدرجة في الأسواق المالية، لقد كان الاقتصادي ميلتون فريدمان الذي فاز بجائزة نوبل في الاقتصاد في مقدمة الذين لا يشجعون الشركات على المسؤولية الاجتماعية، بل يعتقد أن ذلك يتعارض مع الهدف من تعظيم الأرباح للملاك في الشركات غير المدرجة أو المساهمين في الشركات المساهمة المدرجة في السوق المالية.
لقد اعتبر فريدمان مساهمة إدارات الشركات في المسؤولية الاجتماعية مسألة غير أخلاقية يحاسبون عليها لكونها سرقة من أموال ملاك الشركة غير المدرجة وأرباح المساهمين في الشركات المدرجة، أرى أن للإدارة الحق في استخدام السلطة المفوضة لممارسة خدمة المجتمع وأن فريدمان بالغ في وصف المسؤولية الاجتماعية بالسرقة وغير المشروعة من إيرادات وارباح المساهمين.
لقد قطعت بعض الجامعات السعودية الحكومية والخاصة شوطاً طويلاً في تطبيق المسؤولية الاجتماعية، فعلى سبيل المثال هناك جامعة أهلية تقدم المنح الدراسية للطلاب والطالبات الذين يلتحقون بها، حيث توفر فئات برنامج منح التميز حسب النسبة المركبة، حيث تقاس نسبة الحسم من الرسوم الدراسية إذا حقق الطالب أو الطالبة نسبة مركبة 90%، بينما تبلغ نسبة الحسم من الرسوم 40% إذا حقق الطالب أو الطالبة نسبة مركبة تبلغ 85%. وتبلغ أدنى نسبة للحسم 30% إذا حصل الطالب او الطالبة على نسبة مركبة 80%، المنح المميزة في هذه الجامعة وغيرها من جامعات القطاع الخاص تعزز أدوارها في المشاركة المجتمعية.
اهتمامي ومعرفتي بما تقدمه بعض الجامعات السعودية دفعني لكتابة هذه السطور للتوعية والإشادة وليعلم المجتمع بدور الجامعات في المسؤولية الاجتماعية، تعد المنح الدراسية الجامعية من أرقى المسئوليات الاجتماعية، ناهيك عن الخدمات والنشاطات الأخرى التي تقدمها الجامعة لمنسوبيها وطلابها من الجنسين مثل تذاكر حضور مباريات كرة القدم وغيرها من النشاطات التي تربط منسوبيها ببعضهم وبالجامعة، تبنت بعض الجامعة السعودية العديد من المبادرات المجتمعية في مجال البيئة واليوم المفتوح في الجامعة للشركات لعرض ما لديها من فرص وظيفية تنسجم مع تخصصات الخريجين.
أتمنى لجامعاتنا التوفيق والنجاح في برامجها التي تخدم المجتمع وتزيد من الترابط بينه وبين الجامعات.
نقلا عن اليوم