علم نفس المال «9»

21/04/2021 0
فواز حمد الفواز

نواصل طرح أفكار الكتاب. الفكرة الخامسة عشرة: الاهتمام بالأخبار المالية كنوع من المتعة أحيانا إلى حد الإدمان. الاهتمام تعبير عن الحقيقة العاطفية أن مسألة المال دائما عاطفية يدل عليها الجدل والطرح المتطرف والضوء الأخضر والأحمر على الشاشات والتهديد على الوضع الشخصي. يقول لو ارتفع ضغط الدم عند أي منا فلن يعرف أحد ولكن حين انخفض المؤشر 3 في المائة في 2015 استحق اطلاع الرئيس أوباما. السؤال ربما لماذا خبر مالي ليس عالي الأهمية مقارنة بأخبار أخرى في العالم يدعو إلى اهتمام كبير يصل للرئيس؟ السبب أن "المالية" ممتعة بطريقة غير متوافرة في علوم أخرى. في المال هناك منافسة وأنظمة وانتصارات وهزائم وأبطال ومخالفون لذلك ربما قريبة من الإثارة الرياضية. ولكن ربما أكثر لأنها يمكن أن تتحول إلى إدمان لأنها تختلف عن الرياضة في كون المستثمر لاعبا ومشجعا في الوقت نفسه، حيث تؤثر النتيجة فيه عاطفيا وفعليا.

من المهم في إدارة الاستثمار أن تذكر نفسك دائما بأن الهدف تعظيم المصلحة وليس تقليل الملل. في المال الملل يخدم تعظيم المصلحة. إذا أردت تكوين استراتيجية حول هذه الفكرة الأحرى أن تذكر نفسك بأن الفرصة تحدث في الأغلب حين تنجرف الأغلبية مع الإثارة ويكون الممل هو الرابح.

الفكرة السادسة عشرة: الانحياز نحو التفاؤل وبالتالي الاستعداد للمراهنة على الأقل احتمالا على أمل نجاح غير ممكن. يقول نسيم طالب "ممكن أن يكون لديك الاستعداد للمخاطرة ولكن لديك الاستعداد لتدمير مالي دون وعي". الفكرة أن المستثمر يحتاج إلى أخذ مخاطر ولكن ليست هناك مخاطرة تتناسب مع احتمال التدمير المالي. المسألة البحث عن التعامل المتوازن المناسب بين مخاطر محسوبة تتناسب مع عوائد معقولة وليس مكاسب عالية مع احتمال خسارة كل شيء. الكثير لا يستطيع أولا يرغب في التفريق بينهما. البعض يأخذ بطريقة تأخذه للتدمير المالي ومن بعدها يبتعد عن الاستثمارات وبالتالي يفقد عنصرا أساسا في التخطيط والحياة الصحية.

في الأغلب عامل التدمير يأتي في الاقتراض إذ يدفع بالمخاطر العادية إلى مستوى يستطيع التدمير. الخطر في عقلانية متفائلة ولكنها تخفي احتمال مخاطرة تسبب تدميرا. أسعار العقار في أمريكا انخفضت 30 في المائة على أثر الأزمة المالية لذلك خسر كثير من الشركات وهذه طبيعة النظام الرأسمالي ولكن المقترض في ذروة الأسعار أو قريب منها خسر كل شيء متمثلا في المنزل. ليست مجرد خسارة مالية ولكن عطلت الاستفادة من سوق العقار حين انخفضت نسب الفوائد لاحقا وفرصة تملك منزل حين تحسنت الظروف المالية. فلم تعد هناك فرصة أخرى لليمان براذرز (أحد البنوك الاستثمارية التي أفلست أثناء الأزمة المالية في 2009/8). إحصائيا لا بد أن تخضع المحفظة لتوزيع الهرم الطبيعي، هناك جزء محافظ وجزء معتدل وجزء عالي المخاطرة، ليس هناك تناقض لأن المستثمر يحتاج إلى الاستمرار والاستعداد للفرص والمكاسب المعقولة وتوافر عامل الأمان. عليك الاستمرار دائما لأن هناك جولة جديدة. النقطة الجوهرية هنا الحاجة إلى توافر الخيارات. لا بد من خيارات لعمل ما تريده في الوقت الذي يناسبك والأسباب التي تراها موضوعية، العائد على الاستثمار من توافر الخيارات لا يقدر بثمن.

 
 
نقلا عن الاقتصادية