الانتقاد

25/12/2020 1
عبدالله الجعيثن

بعض الناس همه الانتقاد، يظن أنه يدل على ذكائه، يأتي لرجل قد أمضى في عمله التجاري عشرين عامًا، وعرف خفاياه وخباياه، وجرب مكاسبه ومخاطره، فينتقده على عدم توسعه في عمله، ويقدم له اقتراحات لم تُطلب منه، ويعتبر نفسه أخبر من الرجل بعمله، من خلال الانتقاد المغلّف بالاقتراح، مع أنه لم يمارس أي عمل تجاري في حياته، لكن الكلام سهل والفعل صعب، وهذا المنتقد بضاعته الوحيدة في هذا المجال هي مجرد الكلام..

لأصل في كلمة (نقد) مأخوذ من الصرافة؛ لأن صاحبها هو الذي يعرف النقد الصحيح من المزيف، حين كانت النقود من الفضة والذهب، وحتى من الورق، ويعني هذا أن النقد هو التمييز بين السليم والسقيم على درجات، ويتم بمعرفة تامة وبطول خبرة ومع نية طيبة وبود، وليس بتسفيه أو حقد، مع تقديم البديل الأفضل قدر الإمكان، هذا المعنى الجميل للنقد مغاير تماماً لمعنى الانتقاد، فما لم يتم الأخير بسبب واضح فإنه أقرب إلى الانتقام وإن زعم صاحبه أن نيته طيبة..

النقد البناء مطلوب وهو من وسائل الإصلاح إذا تم عرضه مدعمًا بالحقائق، هادفًا للخير، مقدمًا البدائل والحلول قدر الإمكان..

والانتقاد لا يقتصر أذاه النفسي على الشأن العام، بل يمتد للعلاقات الإنسانية بين الأصدقاء والجلساء والأولاد والحياة الزوجية..

فترصد الأخطاء والانتقاد المر ذلك نوع من البغي، والله عز وجل يقول:

(وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ)


نقلا عن الرياض