مشكلات الوسطاء مع بعض العملاء

11/12/2020 2
عبدالله الجعيثن

قال لي وسيط أسهم استقال وفتح بقالة:

إن مشكلات بعض العملاء جعلته يستقيل، فأحدهم كان يقول لي: إذا كانت ذاكرتي ضعيفة فلا تشترِ لي حتى لو قلت لك اشترِ، قلت له: وكيف أعرف أن ذاكرتك ضعيفة طال عمرك؟

قال: من صوتي! فعيالي يعرفون إذا ضعفت ذاكرتي من صوتي.. وأنت واحد من عيالي!

(أبلش عاد) كيف أميز صوت الرجال وذاكرته هل هي معه أم لا؟، والمشكلة أن حسابه كبير والبنك يراعيه، وهو - الله يهديه - (مبلشني ما يبي وسيط غيري)! وجاء أكثر من مرة "يرغي ويزبد" يقول (ليه شريت لي وأنا ذاكرتي تعبانة)؟! "أداريه وأراعيه"! أقول: طال عمرك ما دريت أن ذاكرتك تعبانه باسم الله عليك! ما يعلم الغيب إلا الله سبحانه.. فيشتكيني! مع أن كل شيء تمام! وصوت الرجال مسجل! وما عليّ ملام من ناحية النظام! لكن رصيد الرجال كبير ويريدون أن أسايره! المشكلة أني إذا ما شريت له وذاكرته غائبة ثم ارتفع السهم، أو شريت له وانخفض، جاء يرغي ويزبد ويشتكي! وإن ربح سكت!

أخيرًا قدمت الاستقالة قبل أن أُجن رغم أن مديري رفض وقال يبدو أن هذا العميل المسن لديه بوادر زهايمر كما يقول أولاده فانتظر ونرى كيف يتصرفون! ولم أنتظر!

وتكون المشكلات أكثر مع الخسائر كلما زادت، أو فوات فرص كان بعض المتداولين يضمر قنصها في نفسه لكنه تأخر حتى طارت الفرصة، هنا يغضب بعض المتداولين، وربما صب غضبه على الوسيط بشكل أو آخر، مع أن الوسيط ما له أي ذنب!

وسيط آخر قال استقلت من كثرة التليفونات لأني "دخت" وصرت أحلم في الليل ذا يقول بع وذا يقول اشتر! ذا ينادي وذا يصايح على الانتظار وأنا مالي ألف أذن وألف لسان! كان واحد يصايح ينادي باسمي وأنا مشغول مع عميل آخر ورفع صوته حسيت أنه مستعجل! قلت للعميل لحظة من فضلك! ورديت على (ها المستعجل): سم طال عمرك؟ قال اشتر لي عشرين ألف اتصالات سعر سوق، قلت (ترى عندك طال عمرك عشرين ألف اتصالات في المحفظة) قال (أجل بعها أمر سوق!) كل (ها العجلة والصياح وهو ما يدري وش يبي بالضبط!).

قلت: ومشكلات بعض - وضع خطين تحت بعض - العملاء مختلفة وربما كانت ليست كثيرة، لكن بعضها مزعج فعلاً والزبون ليس دائما على حق، كما يزعم الغربيون، فمن يخرج عن أبسط مبادئ الأخلاق، أو يتعمد الإزعاج، أو عنده شروط ما لها أساس ليس على حق بأي حال.

نقترح زيادة الوسطاء في المصارف ورفع مرتباتهم وحوافزهم لأن كبار السن من العملاء لا يجيدون التعامل مع النت ولا يستغنون عن الوسطاء أبدا، كما أن عدد المتداولين يزيد، وفيهم الفاهم وبعضهم يجهلون، وأخلاق الناس تختلف وإذا كان أكثرهم مريحين، فإن عميلا واحدا سليطا قد ينكد على أكثر من وسيط، خاصة إذا خسر، مع أنه وحده المسؤول عن خسارته..

إن لكل عمل طبيعة معروفة، خاصة الأعمال ذات الاحتكاك المباشر مع مختلف الناس، هذا مفيد جدا يمنح الوسيط المزيد من دروس الحياة، والحياة أكبر معلّم..

عمل الوسطاء في المصارف فيه متعة وإن كان مزعجا في بعض الأحيان..

أخيرا نقدّم خالص التحية والتقدير لكل وسيط صبور أمين..

 

نقلا عن الرياض