عبدالعزيز البابطين: قدرات واسعة وخبرات عميقة

05/10/2020 1
خالد بن محمد العبودي

شركة نادك من الصروح الوطنية التي يحق لنا الاعتزاز بها ليس فقط بمساهمتها العالية في الوفاء باحتياجات نظامنا الغذائي في المملكة، وإنما أيضا لولوجها كشركة زراعية في مجال التصنيع الغذائي وتحقيقها لنجاح ملحوظ من خلال تقديمها لمنتجات ناجحة وآمنة وموثوقة من المستهلكين.

هذا التحول ليس سهلا على الأقل في بلدنا حيث بقيت العديد من الشركات الزراعية غير قادرة على الدخول في مجال التصنيع الغذائي مفضلة تقديم منتجات زراعية أولية موجهة للمستهلك النهائي على تقديم منتجات فيها درجات من التصنيع معقولة تمكنها من زيادة القيمة المضافة لمنتجاتها وتسهم في تحسين ربحيتها وبالتالي في استقرارها.

خلال مراحل تطور نادك وقف خلف نجاحها قيادات ملهمة سواء في مجالس الإدارة أو الإدارة التنفيذية وهم جميعا يستحقون الإشادة ولكن من كان الأكثر مساهمة وكان محرك نمو الشركة وطاقتها الخلاقة فقد كان عضوها المنتدب السابق الذي ترجل عن صهوتها في مستهل هذا العام وأعني به المهندس عبدالعزيز البابطين.

قضي المهندس عبدالعزيز البابطين عمره الوظيفي تقريبا بكامله في شركة نادك وتدرج فيها من مهندس مبتدئ الى أن تسنم قيادتها وبالتالي ليس هناك من هو أقدر منه على كتابة قصة نادك ونجاحها.

وربما وقد ترجل عن قيادتها يجد من الصعوبة أن يكتب قصة نادك دون أن يتجرد من عاطفته نحوها أو أن يوفي نفسه حقها في أن ينسب النجاح لجهوده وفريقه الإداري عبر رحلته الطويلة وهو إن فعل ذلك فهو فخر مستحق لأنه هو من كان بالفعل ساهم في هذا النجاح وكتب بنفسه فصوله.

هذه القصة تحتاج أن تكتب وربما يتجرد عبدالعزيز البابطين من تواضعه المعهود ويتحدث عما صنع وفريقه الإداري إلى أن وصل هذا الكيان الوطني إلى ما وصل اليه.

وعندما أقول الكيان الوطني فإنني أعني ما أقول فهي بنيت بكفاءات وطنية واتبعت في ممارساتها أساليب أخلاقية في التعامل مع العملاء والمنافسين وربما عطلها ذلك من ان تكون الأكثر نجاحاً من حيث الأداء التشغيلي ولكن أكسبها احترام المتعاملين معها حيث حازت على مصداقية يغبطها عليها بعض منافسوها.

عبدالعزيز البابطين منذ تقاعده لم يستكن الى حياة الراحة بداعي الحاجة إلى الاستجمام من عناء رحلة شاقة ولكنه وبروح الشباب وحكمة الشيوخ وبسلاح فعال عماده خبرات السنون، ينظر إلى المستقبل وفى جعبته الكثير ليقدمه في الاسهام في استكمال نجاح قصة الزراعة والغذاء في المملكة.

ميزة هذا الرجل أنه خزان خبرات عملية وليست تنظيرات أكاديمية أو رؤي مكتبية وإنما هي نتاج تجارب نقشت على أرض الواقع الكثير منها نجح والقليل لم يوفق، ولكنه كان دائما بعزيمته قادراً على المحاولة مرات ومرات إلى أن يتمكن من إنجاح ما يخفق منها.

لماذا يا عبدالعزيز لديك هذه الرغبة الجامحة في العمل؟ ولما لا تترك المجال للشباب أن يخوضه والعصر عصر الشباب المتحمس الباحث عن تحقيق ذاته.

عبدالعزيز لا يريد أن يأخذ عصره وعصر غيره ولكنه يري أن في عنقه دين لوطنه فهو صاحب خبرات يفتقد اليها أصحاب الشهادات فضلا عن الشباب.

ومشروع عبدالعزيز العملي يستند إلى رؤي إبداعية ستكون الأساس لمشاريع خلاقة تستلهم دروس وتجارب الماضي ولكنها تأخذ من إمكانيات الحاضر التقنية وتنظر إلى المستقبل بعين الخبير المدرك للتحديات ولكنه أيضا يعرف ما يمكن أن ينجح وكيف ينجح.

وعندما تجالس عبدالعزيز وتناقشه في أفكاره وبعضها الان في مرحلة الترتيب للإطلاق تدرك أن ما تعرفه عن عبدالعزيز هو اقل مما أظهره سابقاً.

هو الآن وقد تحرر من أعباء الوظيفة تجده أطلق لأفكاره العنان ولقدراته الإبداعية في التحليق ويتحدث عن مشاريع قد تبدو بعيدة المنال من وجهة نظر تقليدية بحته، ولكنها بالنسبة اليه هي مادة هذا الزمان ونتاج تحولات الوطن الجديد الباحث عن تفجير القدرات الإبداعية لأبنائه والتي تأخذ بأسباب النجاح ولا تلتفت الى الماضي إلا لتستفيد من دروسه وتبني على ما نجح منها.

ولذا فإن عبدالعزيز طاقة لا غني للوطن عنها وهو وأمثاله ممن قيض لهم أن يخدموا في قطاعات متعددة في الداخل والخارج وأحرزوا نجاحات ملحوظة حري بالوطن أن يستفيد منهم وأن يشد على أيديهم.

أقول ذلك لأن اهتمامات عبدالعزيز البابطين ومشاريعه هي في صميم قطاع حساس وهو قطاع الغذاء الذى يشغلنا جميعا تأمينه لنا ولأجيال المستقبل.

كيف يكون لقطاع الغذاء قاعدة في المملكة تأخذ بأسباب الاستدامة وضرورات الكفاءة باستخدام الموارد دون ان نضطر مجبرين على تحجيم هذا القطاع بدعوي التبذير باستخدام الموارد النادرة.

وعبدالعزيز وامثاله لديهم القدرة على اطلاق عصر زراعة جديد بالمملكة يبقيها قادرة على الاخذ بأسباب الاستدامة متحررة بذلك من أساليب الزراعة التقليدية مستندة الى أسس الزراعة الحديثة وتقنياتها الذكية.

تحية لعبدالعزيز البابطين الذى لا يزال متواضعاً في حديثه وسلوكه مع مجالسيه ولكن عندما يتعلق الأمر بمشروعه النهضوي تجده يتحدث بثقة مطلقة تنبع من إيمان عميق بما يؤمن به ولما لا يكون كذلك وهو من هو في الخبرة بهذا القطاع وهمومه.

 
 
خاص_الفابيتا