اليوم الوطني .. همة حتى القمة

15/09/2020 0
د. فواز العلمي

في منتصف الأسبوع المقبل نحتفل بعيدنا الوطني بعد مضي 90 عاما على توحيد المملكة، وأربعة أعوام على إطلاق رؤيتها الطموحة، لتؤكد اليوم المؤشرات العالمية الموثقة كافة نجاح المملكة في سعيها الدؤوب لتحقيق رفاهية المواطن، ودعمها المتواصل لقطاع الأعمال للنهوض بالاقتصاد، وتشجيعها غير المتناهي لبرامج التنمية لتوفير الاستدامة.

في هذا اليوم الأغر نفتخر بنجاح قطاعنا التعليمي بعد أن أشادت تقارير مركز التنافسية العالمي الصادرة في العام الجاري بحرص المملكة على تحقيق المكانة الأولى عالميا، نسبة للناتج المحلي الإجمالي، في الإنفاق على التعليم ونمو القوى العاملة الماهرة. وها نحن نحتفل اليوم بارتفاع عدد الجامعات السعودية إلى 30 جامعة حكومية و12 جامعة خاصة و13 كلية أهلية وسبع كليات عسكرية، ووصول عدد المبتعثين إلى 93 ألف طالب وطالبة في 31 دولة حول العالم. وصاحب هذا التقدم تحقيق المملكة المرتبة الأولى عربيا في معدل الإنفاق على البحث والتطوير، نسبة إلى الناتج المحلي، لتتبوأ المملكة المركز الأول إقليميا في عدد براءات الاختراع المسجلة، ولتقفز إلى المرتبة الـ 47 عالميا في مؤشر صادرات المنتجات عالية التقنية.

في هذا اليوم التاريخي نحتفل بتميز قطاعنا الاقتصادي الذي أكد المرصد العالمي لريادة الأعمال التقدم الذي أحرزه في تقريره لعام 2019 / 2020، حيث شكل 25 في المائة من مجموع اقتصادات الدول العربية والشرق الأوسط، لتحتل المملكة بجدارة المرتبة الـ 16 بين أكبر 20 اقتصادا في العالم، وتحقق المركز الأول عالميا في إصلاحات بيئة الأعمال بين 190 دولة، ضمن مؤشر سهولة ممارسة الأعمال الصادر من البنك الدولي، والمركز الـ 11 في التنافسية العالمية وسهولة الأعمال، والمرتبة التاسعة في الاستقرار الاقتصادي، والمرتبة الثالثة في مؤشر التشريعات والأنظمة الحكومية.

وفي عيدنا الوطني نفتخر اليوم بنجاح قطاعنا المالي، الذي حقق ارتفاعا في الأصول الاحتياطية للمملكة في الخارج فاقت 449.3 مليار دولار بنهاية أيار (مايو) 2020، وزيادة في تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر لأسواق المملكة بنسبة 29 في المائة خلال الربع الأول من 2020، ليصل إلى 1.6 مليار دولار. وهذا يؤكد نجاح رؤية المملكة وبرامجها الإصلاحية الهادفة لتحسين بيئة الأعمال، وتعزيز تنافسيتها للارتقاء بترتيبها في التقارير العالمية، لتصبح المملكة اليوم من أبرز الوجهات الاستثمارية على مستوى العالم رغم توقع تقرير منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد" خطورة تفشي فيروس كورونا عالميا على جذب الاستثمارات الأجنبية عام 2020، وانخفاض تدفقاتها العالمية بنسبة 30 - 40 في المائة خلال الأعوام القليلة المقبلة.

وفي عيدنا الوطني نتشرف اليوم بنجاح قطاعنا الصحي في مواجهة جائحة فيروس كورونا، لتحقق المملكة، وفقا لتقرير مجلة "فوربس"، المرتبة الـ 13 عالميا في ترتيب أكثر الدول أمانا في العالم من هذه الجائحة، متفوقة بذلك على أمريكا ومعظم الدول الأوروبية في مؤشرات كفاءة الحجر الصحي والمراقبة والكشف والاستعداد الصحي والكفاءة الحكومية.

وفي عيدنا الوطني نحتفل اليوم بنجاح قطاعنا التجاري، الذي قدم مفهوما جديدا في خدمات الأعمال التجارية والاستثمارية، فحققت المملكة من خلاله انخفاضا 50 في المائة من الاشتراطات التي كانت تعوق ممارسة الأعمال التجارية وجذب الاستثمارات. وهذا أسهم في تقدم المملكة في النشاط التجاري من المرتبة الـ 141 إلى المرتبة الـ 38، وفي التجارة عبر الحدود من المرتبة الـ 158 إلى المرتبة الـ 86، وفي مؤشر الحصول على الكهرباء من المرتبة الـ 64 إلى المرتبة الـ 18، وفي مؤشر الحصول على الائتمان من المرتبة الـ 112 إلى المرتبة الـ 80، وفي مؤشر استخراج تراخيص البناء من المرتبة الـ 36 إلى المرتبة الـ 28، وفي مؤشر إنفاذ العقود من المرتبة الـ 59 إلى المرتبة الـ 51، وفي مؤشر تسجيل الملكية من الـ 24 إلى المرتبة الـ 19. كما حققت المملكة تغيرا ملحوظا في مؤشر حماية أقلية المستثمرين لتصعد من المرتبة السابعة إلى المرتبة الثالثة.

وفي عيدنا الوطني نفتخر اليوم بنجاح قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لحصوله خلال العام الجاري على جائزة الحكومة الرائدة في ملتقى الموبايل العالمي، وذلك نظير تميز المملكة وتقديرا لجهودها في تبني أفضل السياسات والتنظيمات الداعمة للاقتصاد الرقمي، وتحفيز الاستثمار والإبداع، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب تطبيقها أفضل الممارسات العالمية في هذا القطاع، كالتزامها مبدأ الشفافية، وإشراك مرئيات العموم. ولقد شهدت سوق الاتصالات في المملكة أخيرا ارتفاعا بنسبة 32 في المائة، ورافق ذلك انتشار خدمات النطاق العريض غير السلكي في المناطق غير الحضرية من 1 في المائة وصولا إلى 42 في المائة، علاوة على تضاعف سرعة الإنترنت المتنقل، ما أسهم في حصول المملكة على الترتيب الـ 12 عالميا في هذا المؤشر، والمركز الثاني ضمن مجموعة الدول العشرين في تحرير الطيف الترددي الذي تعدت سرعته في المملكة المتوسط العالمي بنحو 80 في المائة.

وفي عيدنا الوطني نحتفل اليوم بتحقيق الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة المراتب الأولى في مؤشرات تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2019 / 2020، حيث جاءت في المركز الأول بمؤشر "معرفة شخص بدأ مشروعا جديدا، ويدل على الإيجابية في بيئة الأعمال والرغبة في العمل التجاري، وحصلت على المركز الثاني في مؤشر "امتلاك المعرفة والمهارات للبدء في الأعمال" ويدل على التأثير الإيجابي للبرامج الداعمة في بناء مهارات الشباب والشابات التي تؤهلهم للبدء بأعمالهم الريادية. كما جاءت المملكة في المرتبة الثالثة في مؤشر السياسات الحكومية الداعمة لريادة الأعمال. لذا حققت المملكة عالميا صعودا سريعا من المرتبة الـ 42 إلى الـ 18 ضمن تصنيف مؤشر "عقبات دخول السوق المحلية"، فيما صعدت من المرتبة الـ 35 إلى المرتبة الـ 15 في مؤشر البرامج الحكومية الريادية، ومن المرتبة الـ 45 إلى المرتبة الـ 19 في مؤشر الريادة المالية، ومن المرتبة الـ 41 إلى المرتبة الـ 17 في مؤشر حالة ريادة الأعمال. وأشار التقرير إلى جهود المملكة في مبادرة دعم المرأة وتمكينها وإشراكها في جميع المجالات والحد من الفجوة في سلم رواتب الجنسين.

في هذا العيد الوطني علينا نشر هذه الحقائق وتوزيعها على السفارات والمدارس والجامعات والمستشفيات والمطارات والموانئ، ليعرف العالم أجمع أن المملكة ليست بئر نفط فقط، بل نحن وطن متقدم في مجالات العلوم والمعرفة والصناعة والاقتصاد والمال والأعمال كافة.

 

نقلا عن الاقتصادية