ذات مساء، وردتني مكالمة هاتفية من قريب لي. وبعد التحية، بدأ يحدثني عن رغبته في دخول سوق الأسهم السعودي، لكن قبل أن يُكمل حديثه قاطعته بسؤال مباشر: ولماذا تريد ذلك؟
فأجاب بصوت يدل على ثقة عالية بالنفس وبالقرار الذي عقد العزم عليه، مخبراً إيَّاي أن أصحابه يتحدثون باستمرار حول سوق الأسهم، الذي أصبح التداول فيه فرصة ثمينة لتحقيق أرباح جيدة لا تتطلَّب أي مجهود يُذكر، فقاطعته مرة أخرى مستفسراً: وهل أخبروك عن احتمال وقوع خسائر مالية؟ فاكتفى بالصمت كإجابة!
وأذكر في هذا الصدد، قول الخبير المالي الأمريكي "لاري هايت": «إذا لم نضع في اعتبارنا المخاطر، فسوف تقضي علينا». لكن شريحة واسعة من الناس يظنون التداول أمراً سهلاً، حيث إنه في الحقيقة لا يتطلَّب منك سوى اتخاذ قرار من اثنين:
الأول: قرار الدخول في الصفقة "شراء أو بيع".
والثاني: قرار الخروج من الصفقة "ربح أو خسارة".
لهذا السبب بالذات، يبدو التداول للوهلة الأولى أمراً في غاية البساطة، إذ كل ما نحن بحاجة إليه هو أن تكون قراراتنا الجيدة أكثر من قراراتنا السيئة كي نغدو متداولين ناجحين. لكن رغم بساطة هذا المبدأ، إلا أن الواقع يخبرنا قصة مختلفة؛ ألا وهي أن التداول أصعب مما يبدو عليه.
فأنت وحدك المسؤول عن القيام بهذه المهمة الصعبة؛ بدءاً من قرار الدخول في الصفقة ومتابعتها، حتى الوصول إلى قرار الخروج منها. وما أصعبه من قرار حين تكون الصفقة رابحة، لأن عامل الطمع يبدأ بالهيمنة على قراراتك العملية وتوجيهها، فيمنعك من إغلاق الصفقة حتى وإن حققت الهدف الذي ترنو إليه.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن معظم القرارات التي نتخذها طوال اليوم لا تعتمد على العقل والمنطق كما يتهيَّأ لنا، حيث يؤكد علماء النفس أن غالبية قراراتنا اليومية تعتمد بشكل كبير على مشاعرنا ورغباتنا الشخصية. وبما أن المشاعر والرغبات تستحوذ على المتداول بسرعة لا يجد أمامها فرصة لاستخدام عقله وحسّ المنطق لديه، تصبح هذه العواطف الإنسانية محض عوائق تقف في طريق كل متداول، عليه قبل كل شيء أن يعرف كيف يتخطَّاها كي يصل إلى النجاح الذي يأمله.
فإليك عزيزي القارئ بعضاً من العوائق التي يمكن أن تقف حائلاً بين المتداول وبين ما يطمح إليه، والتي يجب عليه تجاوزها ليحقق الغاية المنشودة:
1- الطمع.
2- الخوف.
3- الثقة المفرطة.
4- استعجال النجاح.
5- التفكير في النتائج.
6- عدم الاعتراف بالخطأ.
لذلك كله، إذا أردت أن تغدو متداولاً ناجحاً، فيجب أن تتبع خطة محكمة تراعي تلك العوائق. ومن النصائح المهمة التي بوسعها مساعدتك على تحقيق النجاح والتغلب على أي عقبات تواجهك:
1- تحديد قيمة المخاطرة لكل صفقة.
2- تحديد عدد الصفقات المفتوحة.
3- تثبيت وقف الخسارة والإيمان بأنه شيء مقدس.
4- التوقف عن التداول فور تحقيق الأهداف المحددة في خطة التداول.
في الختام أقول، إن معرفة العقبات والتحديات التي يمكن أن تعترضك في عملية التداول ووضع الاستراتيجيات المناسبة لتجاوزها، أمر في غاية الأهمية. فضلاً عن ضرورة إحكام العقل في جميع قراراتك، وعدم الانصياع لنداء المشاعر والرغبات، حيث يقول "فيكتور سبراندو" أحد أهم المضاربين في أسواق المال حول العالم: «مفتاح النجاح في الأسواق المالية هو التحكم في عاطفتنا وإحساسنا».
خاص_الفابيتا
أساس التداول الناجح هي خطة التداول وإدارة المخاطر وكل واحده لها تفصيل ومن ثم يأتي حسن الاختيار والتوقيت المناسب.
المضاربة في سوق الاسهم = zero sum game المضاربين يربحون ويخسرون في نهاية المطاف جميع المضاربين يخسرون مقابل كل رابح خسار وتتجدد اللعبة كل يوم الذي لعب القمار مثلا لا يستطيع ان يتركه رغم انه يخسر وبربح وفي الاخير يفلس لان الحالة النفسية الطاغية في العاب zero sum game لا يمكن للعقل من تطوعيها جميع ما يطرح حول الاستراتيجيات المضاربية مجرد تنظير على الورق لا يوجد ممتهن للمضاربة في سوق الاسهم حقق ثروة ... سوى قصص خيالية