نظرة على اسباب ازمة اسعار النفط

30/04/2020 0
سعيد معيض

ما شهده العالم منذ ظهور جائحة كورونا من تدني كبير وغير مسبوق في اسعار النفط جعل المراقبين وحتى العامة يتابعون بشيء من التوجس والترقب هذه الاسعار لا سيما من الدول المنتجة، اما الدول غير المنتجة فربما لا تستفيد كثيرا من الانخفاض حاليا بسبب عدم وجود مخازن نفط استراتيجية للكثير منها اضافة الى غلق النشاطات الاقتصادية وفرض الحظر في الكثير منها.

ان من نافلة القول ان هذا الانخفاض الحاد في اسعار النفط لا يخرج عن سببين رئيسين هما ,جائحة كورونا، والدول المصدرة للنفط في اوبك وخارجها، وبطبيعة الحال فان السبب الاول - جائحة كورونا - هو الاهم في انهيار الطلب وانخفاضه كثيرا عن المعتاد، ويعد هذا العامل خارج ارادة دول العالم بما فيها الدول المصدرة والمستهلكة للنفط , حيث ادى فرض حظر التجول في اكثر من 100 دولة في العالم كليا أو جزئيا الى انخفاض عدد السيارات ووسائل النقل الاخرى من الحركة والتي كانت تستهلك كميات كبيرة من الوقود لا سيما في الدول الصناعية، والدول ذات الدخل المرتفع، كما ادى الانخفاض الشديد في حركة الطيران بسبب وقف الطيران الدولي والداخلي في كثير من دول العالم الى انخفاض استهلاك الوقود، اضافة الى توقف المصانع جزئيا أو كليا في العديد من دول العالم، وهذه كلها عوامل تظافرت في الاسهام بشكل كبير في الانخفاض الكبير في استهلاك الوقود وبالتالي انخفاض الطلب على النفط.

اما العامل الآخر في انخفاض اسعار النفط فهي الدول المنتجة للنفط من داخل مجموعة اوبك وخارجها , فقد سعت بعض الدول المنتجة الى السعي الى تحقيق مكاسب منفردة على حساب الدول الاخرى لأسباب سياسية أو اقتصادية داخلية، وهو ما قوض الاتفاق عند بداية الازمة، مما أدى الى تفاقم الانخفاض في اسعار النفط في ظل وفرة المعروض واتساع دائرة الحجر الصحي العالمي الذي ادى الى استمرار الانخفاض في الطلب على النفط , ومع التوصل الى اتفاق جديد بالتخفيض كان الطلب على النفط منخفضا، كما اصبح لبعض البلدان المستهلكة وفرة كبيرة في مخزون النفط، وهو ما ادى الى عدم التجاوب مع الاتفاق الجديد، وعليه نرى أن على دول ( اوبك زائد) ان تكون مستقبلا اكثر ديناميكية في اتخاذ قراراتها بحيث يتم تغليب مصلحة المجموع، وابعادها عن السياسة كمنظمة اقتصادية لها باع طويل في شؤون النفط والعمل على مصلحة الدول المنتجة.

من جهة أخرى وعلى الرغم من استمرار جائحة كورونا فإننا نرى ان هناك بوادر لانفراج الازمة مثل اعلان العديد من الدول عن التخفيف من اجراءات الحظر الصحي مثل المانيا واليابان والصين وغيرها من البلدان التي خففت من الحظر أو تعتزم تخفيفه وربما الغائه خلال  الفترة القريبة المقبلة، وهذا ما سيقود بإذن الله الى زيادة الطلب على الوقود وتحسن اسعار النفط في ظل الالتزام لدول اوبك وروسيا بالاتفاق الاخير.

خاص_الفابيتا