العنوان مثل عالمي عمره أكثر من ألف عام! وحين لم تكن هناك كهرباء ولا تلفزيون أو راديو أو هاتف أو نت أو كتب تذكر، لا يوجد وقتها أي وسيلة اتصال بالعالم من البيت على الإطلاق!
رغم كل تلك الظروف اعتبروا البيت هو الجنة والقلعة الحامية ومصدر الهدوء والسكينة، والوسيلة الوحيدة للحصول على (الحرية) فالإنسان في بيته على طبيعته لا يتكلَّف ولا يلبس أي قناع أو يُضطر لمدارة أو نفاق!
وإضافة إلى قيمة (الحرية).. وهي من أجمل القيم.. يمنحك البيت القدرة على التفكير المجرد السليم، وإنجاز أفضل الأعمال، فكل عمل عظيم لا يتم إلّا في عزلة..
يقول ابن الجوزي في كتابه الثمين (صيد الخاطر): «ما أعرف نفعاً كالعزلة عن الخلق، خصوصاً للعالم والزاهد.. فيا للعزلة ما ألذها! سلمت من كدر غيبة وآفات تصنُّع وأحوال المداجاة وتضييع الوقت» ص 411
وكثير منا مسرفون مع الأسف، بارعون في قتل الوقت، وفي لزوم البيت توفير للوقت والمال! خاصة لدى السيدات! فالمرأة مُغرمة بالأسواق! وقد تذهب (للمولات) ترفيهاً عن النفس ودفعا للملل، فتشتري بالآلاف ما لا تحتاج! والذي يشتري ما لا يحتاجه قد يبيع ما يحتاج إليه كما تقول الحكمة.
وفي التراث العربي والعالمي كنوز من الأشعار والأمثال والحكم والأقوال التي تحض على ملازمة البيت حفاظاً على الوقت والطمأنينة وراحة البال، وبُعداً عن الأذى وعن سماع التفاهات والأقوال المكررة لأن ترديد الكلام أثقل من حمل الجبال.
في هذا العصر العالم كله عندك في بيتك، ولك كامل الحرية في الاختيار، البيت أيضا يضم ما هو أهم (أسرتك التي تحبك وتحبها) والحب هو سعادة الحياة.
نقلا عن الرياض
قال الرسول عليه الصلاة و السلام " مِنْ سعادةِ ابنِ آدمَ ثلاثةٌ ومِنْ شِقْوَةِ ابنِ آدمَ ثلاثةٌ مِنْ سعادةِ ابنِ آدمَ المرأةُ الصالحةُ والمسكنُ الصالحُ والمركَبُ الصالحُ ومِنْ شِقْوَةِ ابنِ آدمَ المرأةُ السوءُ والمسكنُ السوءُ والمركبُ السوءُ " صحيح الجامع .