مع الاعلان الرسمي عن ادراج نسبة من أسهم شركة ارامكو السعودية في السوق السعودي يكون السوق والمتداولون في المملكة وخارجها قد انتهوا من مرحلة الترقب وعدم اليقين حول طريقة ادراج الشركة وموعدها ومكان الادراج، ولازال الجمهور بطبيعة الحال ينتظر تفاصيل اخرى على قدر كبير من الأهمية والتي من المقرر ان تعلن خلال الايام المقبلة مثل سعر الطرح ونسبة الادراج وعدد الاسهم وموعد الاكتتاب او الادراج – لم تعلن حتى كتابة هذا المقال – وغير ذلك.
لكن من المؤكد أن شركة بحجم ارامكو المشهورة محليا ودوليا بحجمها وكفاءتها ستكون اكبر شركة في السوق السعودي، وبالتالي فمن المتوقع ان يكون لها التاثير الاكبر على حركة المؤشر للسوق السعودي بصفتها اكبر شركة في السوق، ومن هنا فستكون ارامكو هي الشركة الاعلى وزنا في التأثير في مؤشر السوق، متفوقة في التاثير على الشركات الحالية الاكبر وزنا في المؤشر وفي المقدمة مصرف الراجحي وسابك والبنك الاهلي.
وهذا ما سيجعل تداولها محل متابعة يومية مستمرة من قبل الصناديق الاستثمارية، وعامة المتداولين في السوق السعودي، كما ستكون اسعار النفط صعودا وهبوطا اكثر تاثيرا في مؤشر السوق كونة عامل مؤثر بشكل مباشر في ارباح الشركة ونتائجها المالية، وهذا التذبذب قد ينعكس على سعر الشركة، ومؤشر السوق.
ان تاثير ادراج ارامكو في السوق لا يقتصر على المؤشر بطبيعة الحال، لكننا اردنا فقط لفت النظر الى هذه النقطة المهمة، وعلى سبيل المثال فمن الاثار الاخرى المتوقعة جذب سيولة كبيرة الى السوق السعودي سواء من الداخل أو الخارج، وليس شرطا أن السيولة من الداخل هي من تسييل المحافظ الاستثمارية أو جزء منها لتوفير مبالغ الاكتتاب، بل ان هناك سيولة كبيرة اذا اكتتب معظم الشعب رجالا ونساء، كبارا وصغارا، والكثير منهم هجر السوق وخرج منه بعد انهيار 2006 وما تبعه من تراجعات لاحقة، ومن هنا فمن المتوقع ان يعيد هذا الاكتتاب الكثير من المستثمرين الذين هجروا السوق منذ انهيار عام 2006 وماتبعه من تراجعات في السنوات اللاحقة.
كما ان من آثار هذا الادراج زيادة عمق السوق، وجذب المستثمرين الى السوق السعودي من الداخل والخارج، بحكم جاذبيتها الاستثمارية، وعوائدها وتوزيعاتها المتوقعة خلال السنوات المقبلة، ولهذا فقد يرى الكثير من المستثمرين أن شركة بهذا الحجم تعد ملاذا استثماريا مغريا لاسيما اذا كان سعر طرح الاكتتاب عند مكرر ارباح منخفض بالمقارنة مع مكررات الارباح للشركات الكبيرة في السوق السعودي.
