مؤخراً أعلنت وزارة الإسكان نجاح تجربة بناء أول مسكن في الشرق الأوسط يتم إنجازه من خلال الطابعة ثلاثية الأبعاد، ويأتي البناء من خلال هذه الطابعة ثلاثية الأبعاد كخطوة متقدمة لنقل ماهو موجود في الكمبيوتر من رسومات لتصاميم المباني الهندسية وتحويلها إلى جدران حقيقية ذات أبعاد ثلاثية وبمكونات إسمنتية طبيعية على أرض الواقع.
يفيد المختصون بأن السبب في تسمية ذلك الجهاز بالطابعة لأنه يضخ من خلال مخرج في الجهاز مواد إسمنتية، أما ذراع تلك الطابعة فتقوم بوضع الخيوط الرفيعة والتي تشكل أساس الجدران في حين يتم استخدام إسمنت مخصص يتسم بأنه معالج سريع التصلب مما يساهم في تشكيل جدران متينة وذات قوة أعلى من قوة البلوك التقليدي بكثير، ولكن كعادة معظم الأجهزة الحديثة والتي تأتي في بداية تطويرها فإن مثل هذه الأجهزة مرتفعة التكلفة حالياً غير أنه من المتوقع مستقبلاً أن تنخفض أسعار مثل هذه الأجهزة للبناء السريع مما يساهم في توفير قيمة لها تكون في متناول المستهلكين، علما بأن عمل مثل هذه الطابعة محصور حالياً في بناء الجدران فقط أما باقي الأعمال فهي تتم من خلال الطرق الأخرى التقليدية الموجودة في الأسواق .
يفيد أحد المختصين بأن نظام طباعة هذه المنازل يقوم على الجدران الحاملة للسقف والتي بدورها تنقل الحمل إلى القاعدة الخرسانية التي يتم وضعها في الأساس على الأرض مما يحد من فرص عمل أي تعديلات على المنزل مستقبلاً غير أنه من المتوقع أن تتطور آليات البناء مع مرور الزمن وتصبح أكثر مرونة وأعلى جودة وأقل تكلفة وأسرع في الإنجاز كما ستكون لها أشكال وألوان مختلفة.
الطباعة الثلاثية للجدران في المباني هي وسيلة من الوسائل التي من الممكن أن تساهم في تسهيل بناء المنازل وامتلاكها بأسعار مناسبة وهي تأتي ضمن حزمة تقدمها وزارة الإسكان وتتضمن وسائل مختلفة ومتعددة لإيجاد حل لقضية امتلاك المنازل والتي عانى منها المجتمع كثيراً في الماضي لأسباب متعددة
يأتي في مقدمتها ارتفاع الأسعار وعدم توفر الأراضي وارتفاع تكلفة البناء وغيرها من الأسباب التي ساهمت في عدم قدرة العديد من أفراد المجتمع على تملك المنازل الخاصة بهم.
التطور التقني والتكنولوجيا من شأنها أن تساهم في إيجاد حلول للعديد من القضايا المختلفة ومنها الإسكان غير أن تطبيق مثل هذه التقنيات المتطورة يتطلب سرعة المبادرة باستخدام مثل هذه الأساليب خصوصاً بعد أن تم تجربتها على نطاق عالمي وتم التعرف على إيجابياتها وسلبياتها.