مشروع مركز التأمين الوطني لتوفير خدمة التأمين الطبي للمواطن سيكون قريباً من المواطن، وسيتمتع المواطن من خلاله بتأمين طبي شامل (مجانا) على كل الأمراض بنسبة 100% وسيتم توفيره خلال 5 سنوات من الآن، هذا ما أعلنه معالي وزير الصحة في أحد البرامج التلفزيونية مؤخراً، مؤكداً بأن التأمين هو من مستهدفات رؤية 2030 والتي يتابعها سمو ولي العهد شخصياً، موضحاً بأن التأمين التجاري الحالي يغطي فقط الحالات الشائعة في حين لايغطي الأمراض المستعصية أو زراعة الأعضاء أو بعض حالات الأسنان وبعض الحالات المرضية الأخرى ولذلك فإن وزارة الصحة اليوم تعمل على توفير تأمين طبي وطني ملائم للمواطن بحيث يشمل تغطية أفضل وخدمة مميزة وعلاجات متكاملة.
الخدمات الصحية من القضايا الأساسية والتي تسعى الدولة إلى إيجاد حلول عاجلة لها، ففي إطار الحرص على توفير فرص العمل وتمليك المساكن يأتي توفير الخدمات الصحية الجيدة والمستدامة كتحدٍّ آخر تأمل وزارة الصحة أن يساهم برنامج التأمين الصحي في توفيرها خصوصاً في ظل تسهيل الإجراءات المتعلقة بالاستثمار في القطاع الصحي والذي يتجاوز حجم الاستثمار فيه 150 بليون ريال مما سيساهم في توفير خدمات صحية مميزة وفرص عمل جديدة، وذلك بالرغم من وجود تحديات كبرى في هذا المجال وفي مقدمتها ارتفاع التكلفة المالية والأمراض المزمنة وكذلك ارتفاع متوسط العمر للفرد مما قد يساهم في ارتفاع نسبة المسنين خلال الفترة القادمة وهذا يتطلب المزيد من الرعاية الصحية.
لدينا في القطاع الصحي بنية ضخمة تتمثل في 470 مستشفى منها 318 عاماً و 152 خاصاً، وهناك 5700 مركز صحي منها 2300 عام وتقريباً 3000 خاص وهناك أكثر من 72 ألف سرير بمعدل 2,2 لكل ألف شخص وهناك أكثر من 425 ألف ممارس صحي منهم 90 ألف طبيب و 190 ألف ممرض وممرضة وكل تلك البنية تسعى اليوم إلى وضع إستراتيجية حديثة للقطاع الصحي بحيث يتم من خلالها فصل الخدمات الصحية المقدمة لتتم من خلال شركات وتبقى الوزارة تقوم بدور الإشراف والتنظيم ووضع التشريعات والسياسات والقوانين لذلك القطاع، وكل ذلك سيتطلب بعض الوقت للوصول إلى هذا المستوى والانتقال إلى تلك المرحلة المتقدمة.
جميع المواطنين اليوم يتطلعون إلى تطبيق هذا المشروع في أقرب فرصة والحصول على خدمة التأمين الوطني الطبي، وهو من المشاريع الهامة والتي ستساهم في توفير خدمة صحية أفضل للمواطن فالخدمة الصحية الحالية منذ عدة سنوات لا ترتقي للمستوى المأمول والكثير من المرضى يعانون سواء من مستوى الخدمة أو الوصفات الطبية وتوفر العلاج على أمل أن يكون في التأمين الوطني العلاج الجذري لهذه القضية الأساسية.