رغم أن عدد الروبوتات الصناعية ما زال صغيرا نسبيا "أقل من مليونين"، فقد كثر الحديث عن مستقبل العمل، ومنافسة الروبوت للإنسان كإحدى خصائص الثورة الصناعية الرابعة. أما نصيبنا نحن، فيما يبدو، فجلد للذات، بأننا بعيدون عما يحدث. هذا أمر انطباعي، بمعنى أن هناك من يفطن لما يحدث ضمن نطاق ضيق؛ في منزله وحارته وفي الاستراحة، فإن لم ير ما يمثل في ذهنه تجسيدات للثورة الصناعية الرابعة، فيعد أنها لم تمر من هنا! لنعود إلى الوراء قليلا لنشاهد كيف تغيرت حياتنا وتطور اقتصادنا، لعل هناك من يعتقد أنه كان علينا فعل ما هو أكثر، وهذا طموح مشروع. علينا التذكر أن من دب على هذه الأرض طويلا يدرك كيف كانت الأوضاع قبل جيلين من الآن، وكيف أننا عبرنا ظلام الأمية إلى نور المعرفة بإصرار.
ننتقد نظام التعليم، لكن لا نقول إنه لم يعلم، فجلنا نتاجه، وقد خرج ملايين يديرون مفاصل الحياة كافة في وطننا. ثمة أخطاء ومواضع لضعف الكفاءة، لكن انظر كيف تحول مجتمع رعي وصيد وحرف بدائية إلى أكبر اقتصاد في المنطقة دون منازع. ليس من شك أن النفط أسهم مساهمة جوهرية لا شك، لكن اقتصادنا لم يعد نفطا فقط. أعطي مثالا، عندما أنهيت دراستي الثانوية في الهفوف، كانت شعلات الغاز تضيء الصحاري بلا طائل، وما إن تخرجت في الجامعة حتى أخذت الشعلات تختفي الواحدة تلو الأخرى؛ فقد أعلنت الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وبدأت "سابك" في استقطاب الكوادر، بما في ذلك المهندسون. الخريجون الجدد الذين أخذتهم "سابك" "بقراطيسهم" آنئذ هم من أداروا الشركة ويديرونها حتى الآن! ولا أتحدث فقط عن مناصب الإدارة التنفيذية العليا فقط، على الرغم من أهميتها، بل كذلك عن المصانع، وعن مراكز الأبحاث.
كم أتمنى أن تنظم الشركة "يوما مفتوحا" ليقوم الشباب الواعد بزيارة مراكز البحث ويلتقوا بالعلماء السعوديين، عندها سيقتنع كل منكم أن "الثورة الصناعية الرابعة" وصلت إلى هنا. قد لا تكون وصلت إلينا كمجتمع وكاقتصاد، بالتوسع والعمق المطلوبين. والأمر لا يقتصر على "سابك"، بل تجده في مواقع عديدة، منها "أرامكو" والجامعات الرائدة. ما الذي علينا فعله لنحقق نتائج ترتقي إلى طموحاتنا؟ في الثورة الصناعية الرابعة، لن نحقق نتائج خارقة إن لم نعد تمركز جهودنا حول تعليم وتعلم وتحفيز ورعاية ومكافأة الإبداع. الثورة الصناعية الرابعة لا تتمحور، هي "ثورة الروبوت"، وهي ثورة "الإبداع البشري" ابتداء.
نقلا عن الاقتصادية
ننتقد نظام التعليم، لكن لا نقول إنه لم يعلم، فجلنا نتاجه، وقد خرج ملايين يديرون مفاصل الحياة كافة في وطننا. ثمة أخطاء ومواضع لضعف الكفاءة، لكن انظر كيف تحول مجتمع رعي وصيد وحرف بدائية إلى أكبر اقتصاد في المنطقة دون منازع. ليس من شك أن النفط أسهم مساهمة جوهرية لا شك، لكن اقتصادنا لم يعد نفطا فقط. أعطي مثالا، عندما أنهيت دراستي الثانوية في الهفوف، كانت شعلات الغاز تضيء الصحاري بلا طائل، وما إن تخرجت في الجامعة حتى أخذت الشعلات تختفي الواحدة تلو الأخرى؛ فقد أعلنت الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وبدأت "سابك" في استقطاب الكوادر، بما في ذلك المهندسون. الخريجون الجدد الذين أخذتهم "سابك" "بقراطيسهم" آنئذ هم من أداروا الشركة ويديرونها حتى الآن! ولا أتحدث فقط عن مناصب الإدارة التنفيذية العليا فقط، على الرغم من أهميتها، بل كذلك عن المصانع، وعن مراكز الأبحاث.
كم أتمنى أن تنظم الشركة "يوما مفتوحا" ليقوم الشباب الواعد بزيارة مراكز البحث ويلتقوا بالعلماء السعوديين، عندها سيقتنع كل منكم أن "الثورة الصناعية الرابعة" وصلت إلى هنا. قد لا تكون وصلت إلينا كمجتمع وكاقتصاد، بالتوسع والعمق المطلوبين. والأمر لا يقتصر على "سابك"، بل تجده في مواقع عديدة، منها "أرامكو" والجامعات الرائدة. ما الذي علينا فعله لنحقق نتائج ترتقي إلى طموحاتنا؟ في الثورة الصناعية الرابعة، لن نحقق نتائج خارقة إن لم نعد تمركز جهودنا حول تعليم وتعلم وتحفيز ورعاية ومكافأة الإبداع. الثورة الصناعية الرابعة لا تتمحور، هي "ثورة الروبوت"، وهي ثورة "الإبداع البشري" ابتداء.
نقلا عن الاقتصادية