الغريب في القصص الثلاث لشركة نتفلكس التي سترويها هذه المقالة، أنها تتكرر كثيراً بشكل أو بآخر، بل وأنها تشير إلى تساؤل حول تعنت بعض الشركات الكبيرة وإصرارها على معاندة التاريخ.
أسس ريد هيستنقس و مارك راندولف نتفلكس في نهاية التسعينات. حينها لم يكن يستخدم مشغلات الدي في دي إلا عدد قليل من الأمريكان لم يتجاوز 2%. قام المؤسسان بزيارة الرئيس التنفيذي لشركة بلوك باستر، الشركة التي كانت تسيطر على سوق تأجير الأفلام حينها. كان الهدف من الزيارة هو أن يعرض فريق نتفلكس على بلوك باستر أن تقوم نتفلكس بتشغيل الموقع الالكتروني لبلوك باستر. كان مؤسسوا نتفلكس يرون أن سوق الدي في دي في بشكله البدائي أنذاك في طريقة للاندثار وأن الاتجاه العام هو إلى الانترنت. ماذا فعل الأخ المدير التنفيذي لشركة بلوك باستر؟ قام بطردهم. كان الرجل يعتقد أن التكنولوجيا لاتشكل خطراً على أعمال شركته المسيطرة على السوق آنذاك. النتيجة النهائية، أفلست بلوك باستر ونجحت نتفلكس. صحيح أن قصة بلاك باستر هي أكثر تعقيداً، وأنها استدركت وقامت بمحاولات لمنافسة نتفلكس بل وكانت قاب قوسين من التفوق، إلا أن الاستراتيجية كانت خاطئة من البداية، وكان لديها فرصة التعاون مع نتفلكس بدلاً من منافستها.
بعدها بسنوات، علق السيد جيفري بيوكس، المدير التنفيذي لشركة تايمز وارنر – عملاق الترفيه والأعلام - على توقعات الجميع بأن تسيطر نتفلكس على سوق الترفيه المرئي، علق بشيء من الاستهزاء. قال السيد بالحرف الواحد، أن هذا القول يشبه أن يتنبأ أحدهم بأن يسيطر جيش ألبانيا على العالم. كان رد هيستقنس بأن اشترى قبعات الجيش الألباني وقام بتوزيعها على موظفي نتفلكس.
أخيراً، حين قررت نتفلكس أن تطلب من المستخدمين دفع اشتراكات شهرية، علق " خبير " في سيلكون فالي أنها خطوة غبية. وعلى الرغم من أن تأثيرات الخطوة كانت سلبية على المدى القصير، إلأ أن الشركة حققت نمواً هائلاً بعدها على مستوى المشتركين والإيرادات.
مايستفاد من قصة نتفلكس هذه هو أن بعض الشركات الكبيرة والمستقرة، تثير الاستغراب بسبب تكرارها لأخطاء أسلافها . قد تكون قيادات هذه الشركات جيدة وتعمل لساعات طويلة، لكنها تكررأخطاء وقعت فيها شركات أخرى، وفي أغلب الظن أنهم على اطلاع على هذه التجارب المؤسفة. إنك حين تقرأ بعضاً من الخطط المستقبلية للشركات، تتعجب من استمرار نفس نموذج الأعمال القديم وغياب عناصر الابتكار والتحديث.
خاص_الفابيتا
اعتقد ان السبب الرئيس هو الجهل بسايكولجية المستهلك وهنا تكمن اهمية استطلاعات الرأي. فمثلاً فرض اشتراكات شهرية على مستخدمي مواقع الانترنت تـأتي ثمارها اذا اقتنع المشاهد انها صفقة رابحة له. وبالنسبة للنتفليكس و المواقع المشابهة فاجزم انها ستقضي على الفضائيات خصوصاً الترفيهية منها مع تطور خدمة الانترنت سرعة و جودة.البشر في بداية الطريق في ما يتعلق بإستخدامات هذه الشبكة وهي غيرت وستغير الكثير في اسلوب عملنا و حياتنا مع ابتكار الكثير من التطبيقات و البرامج و الادوات الملحقة.
شكرًا لهذا المقال الجميل .. لاشك أن الاستغراق بالحاضر وصعوبة رؤية المستقبل يجعل من بعض التنفيذيين مسئولين عن التشغيل فقط