من يقرأ في تاريخ المملكة منذ تأسيسها، يدرك أن السمة الأبرز التي تلخص مسيرة قادة الدولة الذين تعاقبوا على حكمها هي تنمية وبناء الوطن، وأمن وأمان المواطن، فالجهود المبذولة في سبيل تحقيق التوازن بين التنمية والأمان كبيرة والآمال للوصول إلى المزيد معقودة، فلا أمن بلا تنمية ولا تنمية بلا أمن فهما شريكان أساسيان لا ينفكان، بهما يُضمن الاستقرار والنماء للمجتمع.
إن التنمية بمفهومها تعني ارتقاء المجتمع والانتقال به من الوضع الثابت إلى وضع متقدم، وهي تعني أيضاً ما تصل إليه الدولة من حسن استغلال القدرات والطاقات البشرية والمكانية وتوظيفها للأفضل، وهي عنصر أساس للاستقرار والتطور، وبتحقيق التنمية والأمان تتحسن فرص الحياة وتزداد حركة الإنتاج ويحصل الاستقرار المعيشي والرفاهية ويرتفع مستوى الشعور بالعدالة والانتماء والمواطنة، وهذا هو الشعور الذي بات ملحوظاً ويراه القاصي والداني ويتجسد في حب وانتماء وولاء أبناء هذا الوطن لقادتهم وبلادهم.
لقد أصبحنا نباهي من حولنا بمسيرة التنمية والأمان التي قادها ملوك الدولة ورجالها العظماء فما تحقق من نجاحات مشهودة في كافة مدن وقرى المملكة وبمختلف مجالات وقطاعات التنمية السياسية والأمنية والاقتصادية والعمرانية والتعليمية والاجتماعية، والمكانة المرموقة التي تحتلها المملكة بين مصاف الدول المتقدمة لهي خير دليل على تتابع حركة التطوير والبناء.
وإذ نحمد الله على ما تعيشه اليوم المملكة من نعمة عظيمة منذ توحيدها إلى يومنا هذا، فإنه يتوجب علينا الدعاء بأن يديم الله علينا هذه المنة، وأن يحفظ هذا البلد قادةً ومواطنين ومقيمين من كل شر ومكروه.