أضحت عاصمتنا في طور عصر الإصلاح والانفتاح والتطور السريع بفضل جهود ولي العهد الشاب الطموح -حفظه الله- بحاجة شديدة إلى تأمين مصدر دخل كبير ومستدام بعيداً عن الإنفاق العام٬ وبمقدوره أن يساهم بشكل رئيس في نقلها إلى ما بعد عصر النفط٬ عصراً يتميز بالرخاء والثراء واستمرار ارتفاع نمو الإنفاق الاستهلاكي ومعدلات التنمية والنمو الاقتصادي٬ واستقطاب مزيد من الاستثمارات الدولية المباشرة نحو قطاعات العاصمة الإنتاجية٬ وتعزيز حركة التبادل والإثراء الثقافي والاندماج بين مجتمع العاصمة والمجتمعات الدولية.
لذلك لا مفر من قطاع السياحة الذي يعد من أبرز القطاعات الإنتاجية في اقتصادات عواصم العالم٬ وغالب عواصم العالم ضمن أكثر المدن استقطاب للسياح الدوليين٬ ولكن هذا الأمر يغيب عن مشهد اقتصاد أكبر حاضرة في شبه الجزيرة العربية٬ وعاصمة دولة تمتلك أكبر اقتصاد عربي.
وفق ما ذكر في الأعلى نحتاج إلى مشاريع سياحية كبرى عدة في الرياض إضافة إلى مشروع مدينة القدية. لذا تقترح المقالة على صندوق الاستثمارات العامة؛ توسعة مركز الملك عبدالله المالي من خلال شراء الأرض المقابلة للمركز والواقعة في حي الغدير والتي لا نريد الإسهاب في مميزاتها الفريدة من نوعها على مستوى العاصمة بشكل خاص والسعودية بشكل عموم؛ خصوصاً في ظل تواجد محطة مترو المركز المالي مقابلها التي تعد إحدى أجمل محطات العالم وكذلك تمتلك مساران إحدهما يرتبط مباشرة بمطار الرياض الدولي٬ وكما أن هناك قدرة عالية يمتلكها الصندوق على شراء الأرض ودمجها مع مركز الملك عبدالله المالي٬ واستغلال أرض المدرسة النموذجية لتعليم قيادة السيارات ودلة عبر إزالتهما للاستحواذ على الأرض وتحويلها إلى حديقة أشجار أو بناء مشروع بيئي آخر عليها ٬ وكذلك إنشاء على أرض الغدير أطول برج في العالم على الإطلاق وفق تصميم معماري أخاذ؛ ليغدوا حديث المعماريين وأعظم مباني العالم٬ إضافة إلى إنشاء جملة مشاريع سياحية-ترفيهية-ثقافية-بيئية حول البرج؛ كمدينة سياحية متكاملة تعد إحدى أهم الوجهات السياحية الساحرة على مستوى العالم.
وهناك أمرا علينا أن نوليه المزيد من الاهتمام٬ وهو إصلاح بيئة المنطقة بالكامل عبر إعادة سياسة التشجير في مركز الملك عبدالله المالي وما حوله تتضمن إزالة النخيل المتواجد في المركز والأشجار الفقيرة من حيث الظل والتبريد والترشيح وتحمل الجفاف٬ واستبدالها بالأشجار الصحراوية المحلية دائمة الخضرة التي تنتمي إلى بيئة الرياض وتتحمل اقصى درجات الجفاف وقسوة المناخ٬ وإعادة تأهيل وتشجير ميدان الرباط من جديد٬ ودوار تقاطع التخصصي٬ ودوار المجمعة٬ عبر تحويلهم إلى غابات مليئة بالأشجار الضخمة بكثافة عالية جداً؛ تحد المنطقة من ثلاث جهات٬ وإنشاء حزام أخضر بغرض رسم حدود المنطقة الإدارية٬ وكل ذلك لتنقية أجواء المنطقة وتقليل درجات الحرارة وتعزيز جاذبية المنطقة للسواح والزوار في موسم الصيف٬ إضافة لما ذكر تعميم سياسية المركز المالي على المشروع الإضافي٬ وهي سياسة اقتصار الحركة داخلياً فقط على المشاة وقطار المونوريل بالمقابل إنشاء موقف تحت الأرض.
التطوير والإبداع العقاري جزأ لا يتجزأ من تطوير قطاع السياحة٬ وهناك العديد من الفوائد من بناء ناطحات السحاب في المدن (خصوصا بناء أطول مبنى في العالم) والذي من المؤكد سيضيف مزيد من الديمومة للمركز المالي؛ خصوصاً جذب السواح الدوليين والهواة المعماريين سنوياً٬ وكما سيصبح البرج عامل لفت انتباه مستدام للمركز والعاصمة على حدا سواء٬ وسيساهم في تحويل المركز إلى منطقة ذات صدى دولي واسع.
وإحدى اهم الخطوات الضرورية لإنعاش المركز هو تحويل المنطقة إلى إحدى أهم وأرقى الأماكن في السعودية والشرق الأوسط والعالم؛ للاستثمار وتملك العقار ١٠٠٪٬ والاستقرار من قبل الأجانب المستثمرين.
خاص_الفابيتا
الاستثمار في البنية التحتية والعنصر البشري هي استثمارات مستدامة لا خسارة فيها اما الاستثمار في استشارات متكررة ومتناقضة وغير ضرورية فهي لا تعود بالنفع الا على المنتفعين منها فقط وكلنا امل ان يتم توجيه ثروات الوطن لتحسين البنية التحتية وتعزيز السايحة وفتح البلد للاستثمار الاجنبي واصدار التاشيرات السياحية بشكل سهل وسريع فجذب السياح يؤدي لجذب المستثمرين وجذب المستثمرين يعود بالنفع على ايرادات الدولة الغير نفطية من خلال الرسوم والضرائب المفروضة عليهم
التطاول فى البنيان لا يمثل حضارة ولا يشكل إنجازا. البشر لا الحجر هم الأساس الحقيقى لأى نجاح وتفوق.