أعلنت السعودية عن حزمة من المشاريع المتعددة، التي يصعب حصرها في مقال كهذا، منها مشاريع تهتم بالبنية التحتية، ومشاريع لتأمين السكن للمواطنين، ومشاريع صناعية غير مسبوقة في السعودية، ومنها المشاريع الثقافية والسياحية، وهناك مشاريع كبرى وصلت لبناء مدن جديدة، مثل مدينة نيوم، والمجتمع يتطلع لهذه المشاريع بترقب ليرى أثرها على الأرض، وكيف سيكون أثرها على المجتمع، وقدرة هذه المشاريع على فتح فرص وظيفية للشباب والشابات، ومثل هذه المشاريع تحتاج إلى وقت، ليتضح أثرها على المجتمع، هذا أولاً، ثانياً على المستوى الشخصي، لكل منّا مشاريعه الخاصة التي يسعى لتحقيقها، وقد يحقق جزءاً منها ويعجز عن تحقيق بعض الأهداف لأسباب عدة، منها أسباب تخص الفرد، مثل عدم سعي الفرد لتحقيق هدف محدد، أياً كان هذا الهدف، أو لنقص التمويل إذا كان المشروع تجارياً، أو لنقص في دراسة الجدوى، وهناك أسباب خارجة عن إرادة الفرد، مثل تغير الأنظمة، أو سبق المشروع لثقافة المجتمع، والأسباب متعددة، ولكن أسباب التعثر لا تخرج عن أمرين؛ الأول بسبب الفرد، والثاني بسبب العامل الخارجي الذي لا دخل للفرد فيه، والعامل الخارجي أحياناً قد يكون مسانداً لنجاح المشروع.
المهم أن مشاريع الحكومة مثلها مثل مشاريع الأفراد تخضع لهذه القواعد، طبعاً هذا قياس مع الفارق، ذلك أن قدرة وإمكانات الحكومة أعلى من إمكانية الفرد، وهو ما يساعد على النجاح، لذلك، فالأمر ليس وردياً لكل مشاريع الحكومة، ومن الممكن أن يتعثر بعضها، وهذا أمر وارد، وهذا التعثر قد يكون في حده الأعلى تأخر إنجاز مشروع معين، وسبب اعتقادي بعدم تعثر المشاريع أكثر من التأخير مبني على عدة عوامل، منها أن المشاريع حينما كانت على الورق كانت محددة الأهداف، العامل الآخر أن المشاريع السعودية تخضع لإطار زمني قابل للمراجعة، ذلك أن التنفيذ على الأرض يختلف عن التصور على الورق، وهذا أمر طبيعي، لذلك، يجب أن نقبل تعثر بعض مشاريعنا، مثل فرحنا بنجاح المشاريع الأخرى، ذلك أن مثل هذا أمر طبيعي، يحدث في كل المشاريع المحلية والعالمية.
بقي القول إننا نسمع من المشرفين على بعض المشاريع أثناء لقاءاتهم الإعلامية نسب الإنجاز في كل مشروع، ومن هذه المشاريع من سبق الزمن المحدد لكل مرحلة، وأهل كل مدينة يرون بعضاً من إنجازات هذه المشاريع، ولكنهم لا يرون البعض بسبب السياج الذي يحيط بالمشروع، كما أن أهل المدن الأخرى لا يرون ما يحدث في هذه المدينة، لذلك أقترح أن تعمل تقارير تلفزيونية توضح المراحل التي وصل إليها المشروع والوقت المتوقع لإنجازه، فمثل هذه التقارير تجعل المواطن في صورة الحدث، كما أنها تجعل المشرف على المشروع تحت الضغط ليبذل أفضل ما لديه. ودمتم.
نقلا عن الشرق الأوسط