هل سينجح اوبك+ لولا تَدخّل محمد بن سلمان؟

24/06/2018 0
د. فيصل الفايق

استمرار نجاح اتفاقية اوبك+ بتغيير الإستراتيجية من خفض الإنتاج إلى ارتفاعه لتغطية الطلب وتعويض عجز الإمدادات جاء بعد توفيق الله ثم بعد الإهتمام الذي أولاه سمو ولي العهد محمد بن سلمان وحرصه على توظيف كل الفرص لتجسيد دور المملكة الريادي لتوازن السوق ... كان حريصا على مُناقشة اتفاقية أوبك+ عند لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال افتتاح كأس العالم قبل اسبوع من عقد اجتماع اوبك بكلمات رسمت الطريق لإكمال مسيرة النجاح لأوبك+ : "اليوم لدينا اتفاق كبير جدا وتاريخي وهو اتفاق (اوبك+) ورأينا الفائدة في السنوات القليلة الماضية - وبغض النظر عن من سيربح أو يكسب المباراة نحن متأكدون أن روسيا والسعودية سيحققون انتصارات أخرى غير المباراة".

بالفعل رأينا الفائدة بعد مرور 18 شهرا من الاتفاقيه التي انعشت السوق وهبطت بالمخزونات العالمية دون متوسط الخمس سنوات، ولم تكن الفائدة منحصرة فقط بإرتفاع الأسعار خصوصا وأن رؤية السعودية 2030 جاءت بإستراتيجيات تُعزّز استقرار الأسعار حمايةً من التقلبات الحادّة - وتدعوا إلى أسعار مُستدامة على المدى البعيد ... ولاشك ان التقلّبات الحادّة بالإرتفاع تؤدي إلى الإنخفاض الحاد وخطورة تضخّم للسوق.

ولي العهد رسم طريق اوبك+ حتى بعد نجاح تخفيض الإنتاج وتعافي السوق لمُواصلة العمل لتعزيز توازن السوق لِما بعد عام 2018 - ولن ننسى ان جهوده التي بدأت قبل سنتين اثمرت عن اتفاق تاريخي بخفض الإنتاج بعد إستراتيجية سابقة لأوبك قاومت التراجع الكبير في الأسعار ولم تنجح بقراءة السوق بشكل صحيح ... تلك الجُهود عادت بفضلها منظمة أوبك إلى سياسة إدارة السوق بعدما فشلت كل الآمال بإيجاد بديل يُعتمد عليه لتحقيق التوازن المطلوب.

استمرار نجاح اتفاقية اوبك+ جاء بالرغم من تحديات كبيرة:

1) ثورة النفط الصخري.
2) وفرة هائلة للمعروض.
3) مستويات قياسية للمخزونات.

على العكس من نسخة اوبك+ عام 2002 لم تكن كل تلك التحديات موجودة لُتعيق الاتفاقية وتُغرق السوق وتسبب إخلال في موازين العرض والطلب. ومع ذلك لم تُكمل الاتفاقية عامها الأول حتى وبدأ المنتجون خارج اوبك بالخروج العشوائي واحدا تلو الآخر. بينما نسخة اوبك+ الجديدة امتدت سنتان وتم الاتفاق على التعاون حتى بعد تغيير الإستراتيجية!

شهدت اتفاقية اوبك+ لأول مرة في التاريخ انشاء لجنة مُراقبة وزارية موثّقة تُراقب الجديّة في التزام الدول وتترأس المملكة العربية السعودية لجنة المراقبة خلال هذا العام ... نُشيد بجهودها في تحقيق مستويات امتثال عالية.