منذ زمن طويل قامت وزارة الزراعة بافتتاح فروع لها في اغلب محافظات ومراكز المملكة نظرا لما كان يمثله الجانب الزراعي من أهمية في حياة المواطنين في ذلك الوقت , لكن منذ ما يزيد عن 30 عاما , ومع الارتفاع الكبير في عائدات النفط, تغير اغلب نشاط المواطنين من النشاط الزراعي الى الوظائف الحكومية لتكون مصدر رزقهم الرئيسي اضافة الى الانشطة التجارية والصناعية التي واكبت هذا التطور بعد ان تراجع دور الزراعة بشقيها, زراعة الاراضي واستصلاحها وتربية المواشي.
وقد كان لهذا التراجع مبرراته اضافة الى توفر مصادر آمنة للدخل من خلال وظائفهم, ومن أهم عوامل هذا التراجع الزراعي خصوصا في القرى الزحف العمراني والانفجار السكاني مما ادى الى تحويل الاراضي الزراعية الى سكنية, والتغيرات المناخية الحادة حيث تراجعت كميات الامطار السنوية عما كانت عليه في الماضي , ما صاحب ذلك من رعي جائر واحتطاب مكثف, ولهذا فمن المفترض ان يتغير دور فروع الزراعة في كل محافظة ومركز مع هذه التغيرات, وأن يكون لها الكثير من النشاطات في الميدان مع المزارعين ومربي المواشي ولا يقتصر عملهم داخل مكاتبهم, ومن هذه النشاطات اقامة ندوات ودورات للمزارعين في طرق الزراعة الحديثة واستخدام وسائل الري الحديثة حفاظا على المياه وزيادة الانتاج اضافة الى تحديد اماكن الرعي المسموح بها وتوفير الخدمات البيطرية لمربي المواشي من أطباء ومرشدين وأدوية , ومراقبة الأوبئة في حال انتشارها بين المواشي , ومراقبة الاسواق , وتحديد الاشجار والخضروات المناسب زراعتها في كل محافظة ومركز حسب طبيعة المناخ والتربة والمياه في هذه المحافظات والمراكز , اضافة الى عمل الندوات والدورات التثقيفية للمزارعين ومربي الماشية لرفع الوعي لديهم والتغلب على الصعوبات التي تواجههم في هذا القطاع.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع