يبدو أنّ حركة الإكتتابات العامة في أسواق المنطقة لاتزال تعاني من تداعيات الأزمة الإقتصادية كما لاتزال تدفع ضريبة شكوك المستثمرين وتدني ثقتهم، ففي الوقت الذي بدأت فيه حركة الإكتتابات في الأسواق العالمية بالنهوض لا تزال حركتها راكدة في أسواقنا.
وبالرغم من أنّ عمليات طروحات الإكتتاب خلال العام الماضي (2009) كانت بقيادة الأسواق الناشئة؛ غير أنّ حصة المنطقة لم تكن بذلك القدر الكبير، فقد برزت أسواق ناشئة أخرى بعمليات إكتتاب أعتُبرت الأكبر في الأسواق العالمية وفاقت حتى إصدارات في كبريات الأسواق كامريكا مثلا.
ويعتبر النصف الثاني من العام 2009 الفترة التي بدأ فيه نشاط الإكتتابات في الإسواق العالمية يتجه نحو الإنتعاش، نظرا لبداية تحسن الظروف الإقتصادية في العديد من الدول وبداية إثمار خطط الدعم وإرتفاع تفاؤل المستثمرين في تلك السواق (الأسواق العالمية).
وقد مثلت عمليات الإكتتاب في دول آسيا 70% من إجمالي العمليات في الأشهر الـ 11 الأولى من 2009 كما لوحظ إنتعاش هام في نشاطات الإكتتاب بأسواق أمريكا وأوربا بالرغم من كونه دون المستويات التاريخية المعهودة في تلك الأسواق، غير أنّ المُلفت للإنتباه هو أنّ الأسواق الشرق أوسطية الثرية بالنفط سجلت شبه ركود في 2009.
وفيمايلي بعض المعلومات والبيانات عن نشاط الإكتتابات العامة في الأسواق العالمية والمحلية:
يجدر بنا أن نعرج قليلا على أهم الفترات والمنعرجات في أسواق المنطقة خلال السنوات السابقة، حيث انّها سجّلت إرتفعا في 2007 وجنت 13.5 مليار دولار من عمليات الإكتتاب في ذلك العام لتبدأ الأزمة في تاثيرها (على أسواق المنطقة) خاصة في الربع الأخير من 2008 بإكتتابات بلغت قيمتها 12 مليون دولار فقط، واستمر التراجع في 2009 ليبلغ إجمالي أموال الإكتتاب في 2009 مايعادل 1.99 مليار دولار بما فيها إكتتاب فودافون في قطر بـ 952 مليون دولار خلال الربع الثاني من 2009.
هذا ويجدر بالذكر ايضا أنّ أكبر عملية إكتتاب في 2008 كانت لشركة فيزا في بورصة نيويورك بـ 19.7 مليار دولار اي 21% من إجمالي عائدات إكتتابات 2008 عالميا، وكانت الأسواق الناشئة مصدرا لـ 15 عملية إكتتاب من بين أكبر 20 عملية في 2008 على المستوى العالمي، حيث كانت 4 عمليات من أصل 15 في الصين و4 من اصل العمليات الـ 15 المذكورة من السعودية.