في مقال نشر مؤخرا للاستاذ والصحفي المخضرم خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة بعنوان "بيني وبين الصحافة .. الخوف عليها " تطرق المالك الى ما تعانيه الصحافة الورقية حاليا من تراجع الاعلان والتوزيع مما انعكس ماليا على اداء الصحافة الورقية , وقدرتها في التطوير واستقطاب الصحفيين والكتاب المتميزين , وطالب المالك مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان دعم المؤسسات الصحفية لتجاوز ازماتها.
مع تقديرنا الكبير لما خطته يد الكاتب الكبير خالد المالك وما ساقه من مبررات الا اننا نرى ان معضلة الصحافة الورقية ابعد من الدعم المادي من هنا او هناك , واهم معضلة تواجهها الصحافة الورقية في المملكة وفي العالم اجمع هو ما يسمى " تغير سلوك المستهلك " تجاه سلعة ما , فمع تطور الشبكة العنكبوتية وظهور الكثير من المواقع الاخبارية التفاعلية ومواقع التواصل الاجتماعي التي توفر المعلومة في حينها , لم يعد القارئ بحاجة الى الانتظار طويلا حتى يطلع على الصحيفة في اليوم التالي , كما ان الكتاب يتابعون من خلال مواقع الانترنت المتنوعة ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي على حساباتهم الشخصية بشكل اكثر تفاعلا وسهولة.
الصحافة الورقية كانت الى ما قبل سنوات تحظى بشعبية كبيرة , وكان لها محبيها الذين يطالعونها مع قهوة الصباح او على مكاتب العمل او شرائها عند العودة من الدوام , وكان اهم ما يميزها متابعة الخبر وما وراء الخبر , والتحليلات العميقة للاخبار المهمة , لكن شيئا فشيئا سحبت البساط مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع المتنوعة على الانترنت بحيث لم يعد القارئ في حاجة الى ما تقدمة الصحافة الورقية .
في نظري ان المؤسسات الصحفية الكبرى قادرة على البقاء , وستجد حلولا لمشاكلها المادية من خلال الدعم أو تنويع الاستثمارات في مجالات أخرى بعيدة عن الصحافة كالاستثمار في العقار أو غيرها من المجالات التي تضمن استمراريتها لكن تبقى المعضلة في كيفية اعادة القراء لمطالعتها , وفي نظري أن توجهها الرقمي والتواجد على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وتطوير المحتوى , وسرعة مواكبة الاحداث هي أهم الحلول لاستقطاب القراء من كل مكان.