الصين .. وتطلعاتها لاستثمار المنطقة القطبية الشمالية

02/03/2010 1
مهند عنبرة

تطلعات الصين وخياراتها دائماً مفتوحة في كل المجالات, خاصة الصناعية والتجارية منها، وآخر هذه التطلعات يهدف لإمكانية استخدام طرق ملاحة جديدة, وفتح مناطق للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي مع ذوبان طبقات الجليد التي تغطي المنطقة القطبية الشمالية.

وكشفت الباحثة ليندا جاكوبسون من مقر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في بكين إثر دراسة، أنه إذا أصبح المحيط القطبي الشمالي خالياً من الجليد خلال الصيف, فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى ظهور "مسارات ملاحية أقصر إلى أسواق أوروبا وأمريكا الشمالية"، وهو ما ترجوه الصين, حيث إن نقل البضائع عبر المحيط القطبي على طول الساحل الشمالي لروسيا على سبيل المثال سيعمل على اختصار الطريق الملاحي من شنغهاي إلى ميناء هامبورج الألماني بحوالي 6400 كيلومتر، وبالتالي يؤدي إلى خفض تكلفة التأمين عند نقل اليضائع عبر قناة السويس, خصوصاً بعد ارتفاع تلك الرسوم خلال الأعوام الماضية بسبب زيادة القرصنة قبالة سواحل الصومال، هذا من جانب الملاحة، أما من جانب آخر, وهو التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي فالفرصة متاحة أمام الصين للبحث والتنقيب عن تلك الثروات تبعاً للاعتقاد بوجودها في منطقة المحيط القطبي.

وبما أن الصين لا تمتلك التكنولوجيا اللازمة لاستخراج النفط من أعماق البحار، وافتقار روسيا التي تسيطر على معظم الثروات في تلك المنطقة لكل من التكنولوجيا ورأس المال اللازمين لاستخراجها، فإن ذلك قد يمهد لشراكة باستخدام رأس المال الصيني مع التكنولوجيا الغربية أو البرازيلية، وزيادة التعاون بين (الصين, واليابان, وكوريا الشمالية, وكوريا الجنوبية) نسبة لإمكانية الاستفادة الجماعية بشكل كبير من طرق الشحن التجارية المختصرة والدخول المحتمل لمناطق صيد وموارد طبيعية جديدة.

من المعروف أن ذوبان الجليد في القطب الشمالي يزداد  بسبب التلوث وثقب الأوزون، وهو ما يؤثر في أحوال الطقس, ويسبب تقلبات الأجواء بسرعة كبيرة، ولكن "مصائب قوم عند قوم فوائد".