هوس المضاربة بين قناعات الماضي والحاضر

31/12/2017 6
فهد البقمي

من يتابع سوق الأسهم السعودية وربما الخليجية أيضاً  وتداولات المضاربين يعلم يقيناً أن هوَس المضاربة لازال يفرض سيطرته الطاغية على سلوك المتداولين ، ولكن هذا الإدمان إن صح التعبير لازال يحافظ على قناعات تاريخية كانت ترتبط بعدد قليل من الشركات وبسيولة عالية في التداول مما يعني أن المضاربة في الماضي كانت تؤتي أُكلها بشكل سريع نظير تلك الأحجام الكبيرة التي هي وقود السوق الرئيسي فكانت العمليات التي تتم في الفترة النهارية ماقبل 2006 كانت تباع في نفس الجلسة أو في الجلسة المسائية لتشعل وقود المضاربة والحركة المستمرة للمتداولين الذين اكتسبوا تلك الصفات من واقعهم القديم ، الا أن المشاهد للواقع الحاضر يرى أن الكثير من المتداولين لازال يتمسك بتلك القناعات ويغفل الواقع الحاضر الذي يتسم على النقيض بكثرة عدد الشركات وقلة أحجام التداول فترى المضاربين يشترون الأسهم في سبيل تحقيق مكاسب سريعة لتشعل وقود الهوس بداخلهم والذي لن يتحقق الا ماندر ، فالواقع الحاضر والذي  يتسم بضعف السيولة لن يمكن المضاربين من بيع أسهمهم بشكل سريع فما كان يستغرق جلسة أو جلستين قد يستغرق الآن 10 أو 20 لنفس النتائج.

هذا الواقع لم يتم إدراكة من قبل الكثير من المتداولين فأصبحت النتيجة الاستمرار على نفس النهج والخروج السريع بدون مكاسب بل على الأرجح خسائر متراكمة مستمرة وكل ذلك في شعور ذلك الهوس الذي يشعرهم بأنهم مضاربين سريعين ويوجب الخروج العاجل للبحث عن فرص أخرى و في النهاية دوران في حلقة مفرغة ، فالوضع الحالي يستلزم إدراك هذا الواقع والتماشي معه  بتغيير سلوك التداول والتخلي عن ذلك الهوس ، بعدة طرق وأهمها عدم الاستعجال والصبر وتفعيل وقف الخسارة بعد التحليل الجيد ومتابعة أحجام التدوال لكل مركز مالي وتطوير الأداء المالي للمحفظة من خلال التوزيع الجيد للأصول والتنويع بين القطاعات والتحلي بالثقة ،. وإلا فالنتيجة ستظل كما هي خسائر مستمرة . ان الواقع الحالي يتطلب بناء استراتيجية خاصة للتداول مالية وفنية وإدارية والعمل بهدوء وتركيز عالي لتحقيق نتائج أفضل والاستفادة من دروس الماضي في تطوير الواقع الحاضر وليس للتشبث بقناعات ماضية لاتغني ولاتسمن من جوع . الإلتزام بالاستراتيجية مبدأ مهم للتطوير والمراجعة المستمرة للأخطاء وتفاديها سبيل ذلك التطوير . والله الموفق

خاص_الفابيتا