من يتابع سوق الأسهم السعودية وربما الخليجية أيضاً وتداولات المضاربين يعلم يقيناً أن هوَس المضاربة لازال يفرض سيطرته الطاغية على سلوك المتداولين ، ولكن هذا الإدمان إن صح التعبير لازال يحافظ على قناعات تاريخية كانت ترتبط بعدد قليل من الشركات وبسيولة عالية في التداول مما يعني أن المضاربة في الماضي كانت تؤتي أُكلها بشكل سريع نظير تلك الأحجام الكبيرة التي هي وقود السوق الرئيسي فكانت العمليات التي تتم في الفترة النهارية ماقبل 2006 كانت تباع في نفس الجلسة أو في الجلسة المسائية لتشعل وقود المضاربة والحركة المستمرة للمتداولين الذين اكتسبوا تلك الصفات من واقعهم القديم ، الا أن المشاهد للواقع الحاضر يرى أن الكثير من المتداولين لازال يتمسك بتلك القناعات ويغفل الواقع الحاضر الذي يتسم على النقيض بكثرة عدد الشركات وقلة أحجام التداول فترى المضاربين يشترون الأسهم في سبيل تحقيق مكاسب سريعة لتشعل وقود الهوس بداخلهم والذي لن يتحقق الا ماندر ، فالواقع الحاضر والذي يتسم بضعف السيولة لن يمكن المضاربين من بيع أسهمهم بشكل سريع فما كان يستغرق جلسة أو جلستين قد يستغرق الآن 10 أو 20 لنفس النتائج.
هذا الواقع لم يتم إدراكة من قبل الكثير من المتداولين فأصبحت النتيجة الاستمرار على نفس النهج والخروج السريع بدون مكاسب بل على الأرجح خسائر متراكمة مستمرة وكل ذلك في شعور ذلك الهوس الذي يشعرهم بأنهم مضاربين سريعين ويوجب الخروج العاجل للبحث عن فرص أخرى و في النهاية دوران في حلقة مفرغة ، فالوضع الحالي يستلزم إدراك هذا الواقع والتماشي معه بتغيير سلوك التداول والتخلي عن ذلك الهوس ، بعدة طرق وأهمها عدم الاستعجال والصبر وتفعيل وقف الخسارة بعد التحليل الجيد ومتابعة أحجام التدوال لكل مركز مالي وتطوير الأداء المالي للمحفظة من خلال التوزيع الجيد للأصول والتنويع بين القطاعات والتحلي بالثقة ،. وإلا فالنتيجة ستظل كما هي خسائر مستمرة . ان الواقع الحالي يتطلب بناء استراتيجية خاصة للتداول مالية وفنية وإدارية والعمل بهدوء وتركيز عالي لتحقيق نتائج أفضل والاستفادة من دروس الماضي في تطوير الواقع الحاضر وليس للتشبث بقناعات ماضية لاتغني ولاتسمن من جوع . الإلتزام بالاستراتيجية مبدأ مهم للتطوير والمراجعة المستمرة للأخطاء وتفاديها سبيل ذلك التطوير . والله الموفق
خاص_الفابيتا
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
لو تتابع الأسواق الأجنبية لما كتبت هذا المقال , ففيها من المضاربة أشد ضراوة مما عندنا , و لكن بتعقل و نظام .
أتابع الأسواق الأجنبية ولم اكتب عنها هذا المقال وهذا موجه لمن يتعامل بأسواقنا فقط وموضح في بداية المقال . أشكرك على تعليقك
الأخ فهد أعجبني مقالك وارجو ان تكون هناك أبحاث متخصصة بخصوص سلوك المضارب خصوصا في منطقتنا العربية. تعليقي البسيط هو وصف احد كبار السن لنا كعرب. بأن موقعنا الجغرافي حتم علينا أسلوب المضاربة السريعة والتداول. وأنها جزء من جيناتنا كعرب بشكل عام لموقعنا الجغرافي بين الشرق والغرب. فتاريخيا كانت تجارة طريق الحرير لبضائع من الهند والصين والتي تباع في أوروبا وافريقيا. ونشترى من الأوروبيين لنبيع على الهند والصين. عمل مثل هذا العمل لعدة قرون اصبح جزء من مكوناتنا الجينية ولا يسهل الانفصال عنة او تعديله الا بمرور الزمن. يضل العرب افضل وامهر التجار, لانهم يتمتعون بالجرأة على اخذ المخاطر, والمقدرة عن التخلي عن الخسارة , وأخيرا السعي الدائم خلف الربح.
أهلاً بك عزيزي أشكرك على تعليقك وعلى لفت الانتباه الي السلوك الجيني ، فعلاً قد يكون هذا أحد الأسباب التي ربما اكتسبناها من محيطنا البيئي ، ربما كوننا عاطفيين جداً أو البيئة الجافة ساهمت باتخاذ قرارات سريعة لمواجهة المخاطر أوالقدرة على التحمل كذلك من أبرز تلك المكونات . فعلاً نحتاج أبحاث متخصصة لعل الوقت يسعفنا لنقرأ حول هذا الموضوع وسنتزيد أكثر ،. أشكرك مرة أخرى على اثراء الموضوع
ولكن السوق السعودي الشركات الموجودة يعني مش حالك شركات كبيرة زي سابك تتأثر على حسب حاله اسعار البتروكيماويات العالمية وشي الثاني طرح بعض اكتتاب بسعر علاوة اصدار مرتفع وله الشركة تقيم اضعاف هي ما تسوى اصبح صاحب الشركة يحتال يتكسب في بيع جزء من شركة عنده الامكانية في التلاعب اكبر مثال شركة البيشة عندما تم تحقيق لقا الشركة لا يملك اي شي مقارنة راس المال وتم تعليق السهم وبعد كم سنة تم محاوله حل الموضع لكن الان بدون اي جدوى بعد كم سنة هي كانت غلطة البنك و هيئة سوق المال هم كسب اموال عن طريق اصدار الشركة في سوق الاسهم الاخير المواطن والمساهمين خسر اموال وثروات اما في الوقت الحاضر الي راح شركات حديثة الذي ادرج سوق اسهم السعودي كثير منها خسران و الخسارة من 20% الى 65٪ هذا يدل على انه الشركة فعل نفس حركة البيشة ولكن الفرق انه الشركة تقيم يجيك بعض الاشركات الخسرانة الحديثة الحقيقي ثلث راس المال هذا اكبر مشكلة حنا في السعودية الوحيد في الخليج صارت ظاهره فوق غير الخبر الي تصدر من بعض الشركات قبل ما تدرج في الاسهم يمجدون انفسهم عن كرسق خبر صحفي يقولون نحن نطبق افضل جودة بل منتجات و انه الشركة ممتازة لا يخلو من اي مشكلة انه شركة سوفه تحقق ارباح ونمو بعد اصدار في سوق الاسهيسكم شهر الى سنتين ينزل سعر السهم بقوة ثم اعلان الربع تظهر انه شركة خسران لقظ تم تسريب الخبر قبل كم شهر هذا غش وتدليس ونفاق. يسثنى البنوك السبب انه مراقب من قبل مؤسسة النقد السعودي و مراقب من بشكل غير مباشر من قبل البنك المركزي امريكا لان ريال مرتبط بل دولار هذا سبب ازدهار قطاع البنوك بل ارباح هذا يبين خلل وعدم المام وضعف هيئة سوق المال يتبع
تاكد انه لا يوجد اي جهة استثمارية لديها نشاط جيد وله نمو جيد و ارباح جيده ويسمح لك بمشاركته كعكته المميزه وتأكد ان اي جهة استثمارية عندما تبدأ استثماراتهم بتراجع والارباح فانه يبحث عن مخرج ويبدأ يبيع جزء من الاستثمارات ليبحث عن استثمار بديل يتوقع نجاحه و نموه جيد . ولهذا اوجدت طريقة الاسهم لتكون باب للخروج وتصريف الاصول من اجل السيولة التي سوف تتراجع نموها وارباحها فالحذر الحذر