زيادة الكهرباء.. وغياب التواصل

26/12/2017 2
عيسى الحليان

تشير مصادر الشركة السعودية للكهرباء إلى أنه بناء على الخطاب الوارد لها من وزارة المالية والمعطوف على الأمر السامي الكريم رقم 14006 وتاريخ 23/‏3/‏1439، فإنه يتعين على الشركة أن تدفع رسماً للدولة يعادل الفارق بين التعرفة الحالية والجديدة وذلك اعتباراً من 1 يناير 2018.

من طرفه كشف محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج الدكتور عبد الله الشهري، أن «الزيادة في تعريفة الكهرباء لبعض الفئات ستحقق دخلاً إضافياً بقيمة 14 مليار ريال» (صحيفة المدينة 14/‏12/‏2017).

حاولت أن أفك لغز هذا الرقم حيث إن ميزانية حساب المواطن التي يفترض أن تعيد جزءاً من قيمة التعرفة الجديدة بلغت 34 مليار ريال فكيف ستكون قيمة التعويض أكبر من قيمة الزيادة في التعريفة (14 مليار ريال) إلا إذا كان حساب المواطن سيشمل زيادة أسعار الوقود وما في حكمها !

افترضت أن هذه الزيادة هي نصيب الشركة، خصوصاً وهو يقول عنها «إنها سوف تسهم في حل جزء من العجز بقطاع الكهرباء»، لولا إن بيان الشركة على «تداول» يشير إلى أن هذه الزيادة لن تؤثر على دخل الشركة أو تكاليف التشغيل. إذن ثمة حلقة مفقودة وقد تكون عندي، لكن هذا لا يمنع من القول إن المعلومة والإفصاح الإداري والمالي عموما حول هذا القطاع «خارج التغطية».

طوال الفترة الماضية كانت أدوات التواصل الاجتماعي تعج بالحديث عن حساب المواطن والتعرفة الجديدة للكهرباء، «وكل يجيب من رأسه صوت» كما يقال، فيما كان يفترض من الشركة أن تقوم بحملة منظمة خلال الشهور الماضية ومن خلال الغرف التجارية مثلا لشرح أبعاد هذه الزيادة وكم سوف تحقق لخزينة الدولة وكم تمثل أصلا من الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة للشركة جراء بيعها الوقود بأسعار متدنية، وكم حصة المواطن من الدعم مقارنة بالأسعار العالمية، مقابل حصة الشركة نفسها من الدعم لتغطية تكاليف الإنتاج التي تبلغ ضعف المعدلات العالمية كونها تعتمد على مصادر مكلفة لتوليد الطاقة إضافة لتكاليف التشغيل والنقل والتوزيع.

هذا رأي عام واسع وعريض وكان يجب أن يتم التواصل معه وتهيئته من قبل الشركة بصورة أفضل مما هي عليه الآن.

نقلا عن عكاظ