لسنوات طويلة كنا نعتقد أن حجم المطارات الكبيرة بالمملكة وعدد الطائرات هما السببان الرئيسيان في تأخرنا في خدمات النقل الجوي. بعد 35 عاما من أول بناء لمطار الملك خالد بالرياض في موقعه الحالي، تم افتتاح الصالة الخامسة الإضافية العام الماضي قبل أكثر من سنة وأشهر قليلة، فاعتقدنا أننا خرجنا من عنق الزجاجة، وما إن اتسع العنق حتى تبين خلفه عنق آخر وآخر وربما سنجد أعناقا أخرى كلما وسعنا عنقا.
موضوع «عنق الزجاجة» يدرس في علم الإدارة المتقدمة، وهو مستنبط من نماذج لأفضل الممارسات، ويعني أن هناك مشاكل كثيرة مختبئة خلف مشكلة كبيرة، فعندما تحل المشكلة الأولى الرئيسية تعتقد أن المشاكل حلت، ولكنك تتفاجأ بمشاكل أخرى كانت مختبئة خلفها.
نتحدث هنا عن الصالة الخامسة بمطار الرياض لأنها الأحدث، ولكن الحال في بقية المطارات متشابهة، فتجد كاونتر شركات الخطوط لا تفتح إلا بالحد الأدنى حتى يزدحم المسافرون قبل أن يفتحوا كاونتر آخر، وكذلك بوابات عسكر المطار بأجهزة التفتيش يرون أن الازدحام فرض على المسافر والمقياس هو الطوابير الطويلة قبل بوابات أخرى. هناك عدم اهتمام ووعي واضح في كل جزء من المطارات ومواقف السيارات التابعة لها.
منذ أكثر من سنة ونحن نرتاد مطار الرياض غالبا عبر الصالة الخامسة، والإحساس أن الخدمات والتنظيمات لم تكتمل، وبقي الجو العام على أن المطار «جديد» فلا ملامة حتى تكتمل الخدمات وتنظيماتها. الحقيقة أننا عملنا العمل الكبير وعجزنا عن الصغير التكميلي، وهو التنظيم والمرتبط بالأفراد والجودة والمراقبة، بني المطار وهذا المهم، وزاد عدد الطائرات والمسافرين وهذا الأهم، ولكن بقينا نعاني من أعناق أخرى للزجاجة بسبب عدم الحرص والنباهة.
عند الهبوط في الصالة الخامسة لمطار الرياض (وحتى الصالات الأخرى) لنفس المطار، لا تستغرب الاستعانة بالحافلات لنقل المسافرين من الطائرة إلى الصالة، كنا في البداية نقول إن المطار جديد ونلتمس العذر، ونقلنا ملاحظاتنا، ولكن مع الأسف الموضوع ما زال حتى الأسبوع الماضي، نحن بحاجة لمراجعة حقيقية وليس تهميشا وتجاهلا للمواضيع.
قبل ثلاثة أسابيع وبعد دخول مواقف السيارات بالصالة الخامسة، فوجئت ببوابة آلية تمنع من الوصول لجزء آخر من المواقف ومواقف السيارات المستأجرة، بعد لف ودوران طويل تيقنت أنه لا سبيل لتسليم السيارة المستأجرة في المكان المخصص لها، فأجبرت على إيقافها في مكان مخصص للسيارات الأخرى وذهبت لمكتب التأجير الذي تفهم الموضوع مشكورا، لاحظ أن المكان والزمان لا يسمحان بمزيد من الوقت حيث إنه لا يأتي هنا إلا من لديه سفر أو استقبال وفي عجلة من أمره.
في مطار الرياض يجب أن تعتاد على عدم وجود رحلتك على الشاشات الداخلية للمطار، فبعد السؤال عنها تجد من يطمئنك من موظفي المطار بأن الشاشة (مخبطة)، وأحيانا تجد توقيت الرحلة مختلفا، فمثلا رحلة الساعة 4 تجدها مسجلة بتوقيت الساعة 3:30 وملاحظة مكتوبا عليها «الرحلة متأخرة نصف ساعة»، فتطمئن لذلك خصوصا عند اعتياد هذه (اللخبطة).
منظومة كبيرة مثل إدارة المطارات أو هيئة الطيران تعمل على نماذج للخصخصة والتحول وتناقش كبرى شركات المطارات بالعالم، وشركات الطيران يفترض بها وضع حلول والمضي قدما.
الوضع يتطلب الخروج من المكاتب إلى الميدان حتى يتم التأكد من انضباطية وجودة الأعمال والأنظمة، ولكن طالما أن بعض مسؤولي تلك الإدارات والهيئة والجهات الرقابية والمسؤولين الآخرين يستخدمون المطار الخاص فلن يشاهدوا ما يعاني منه المسافرون. المسألة ليست اصطيادا وأعمالا ثانوية وتكميلية، ولكن نماذج أعمال ومعايير وطموحات.
نقلا عن صحيفة مكة
اذا رأيت أي منشأة أو دائرة عمل،أدائهم ضعيف تأكد أن أكبر مسئول عنهم لا يعمل أو أنه يحاول عمل شيء ولكنه غير كفؤ لمكانه، لذلك لا يستطيع تحسين الأداء.
مقالات (كتاب الجرائد) تدور في حلقة مغرغة فهي تسرد الواقع وبعضه وسطحه والذي جدتي تعرفه. لاتطرح تشخيص للمشكلة الرأيسية ولا تطرح حلول. مشكلة الخطوط والخدمات في البلد هي الفساد+المحسوبية+وخدمات بلاش لأشخاص بسبب ال وال+لاتشغل على اساس تجاري+لامنافسين فعليين +تداخل السياسة مع الخدمات وتوفير معداتها