من المقرر أن تطرح شركة ارامكو السعودية نسبة من اسهمها في الاسواق المالية العام المقبل 2018 , هذا الطرح الذي لا زال حديث الاقتصاديين والمتابعين في جوانب مختلفة عن هذه الشركة العملاقة.
وبمناسبة هذا التوجه فإنني في هذا المقال اناقش تساؤل بعيد عن موضوع ادراج ارامكو في الاسواق المالية تردد في أحد المناقشات الاقتصادية من قبل أحد العرب, ويتركز في الاساس حول نشاطها فلقد تسائل عن السبب في عدم قيام ارامكو في التوسع في نشاطها خارجيا في عملها الاساسي وهو التنقيب عن النفط واستخراجه لا سيما في الدول العربية وبقية دول العالم التي بها فرص كبيرة , وما ينطبق على ارامكو ينطبق على بقية شركات النفط العربية الحكومية الاخرى.
ان مثل هذا التساؤل تسائل وجيه , فخلال وجود هذه الشركة العملاقة " ارامكو " والتي تعد فخر للسعوديين ومصدر دخل رئيسي للمملكة, فمن المؤكد أنها قد اكتسبت الكثير والكثير جدا من الخبرة والتقنيات اللازمة في التنقيب عن النفط واستخراجه, ومن هنا فإن اضافة نشاط التنقيب خارجيا في البلدان الواعدة مفيد من حيث التوسع في السيطرة والاستحواذ على مزيد من الانتاج العالمي للنفط من خلال التنقيب في اكثر من دولة والحصول على عوائد اضافية مجزية لا سيما ان كثيرا من الدول تعطي شركات التنقيب نسب مرتفعة من عوائد الانتاج في حال استخراج النفط, وقد يقول قائل ان ذلك قد يؤدي الى تعزيز حصص المنافسين في السوق او زيادة تخمة المعروض ومن ثم هبوط الاسعار, لكني لا ارى مثل ذلك فالحاجة الى النفط لا زالت في ارتفاع, ووصولنا الى مناطق تنقيب جديدة يعزز من حضورنا في سوق النفط العالمي بدل ان يستأثر به آخرون, وللتذكير فهناك دول كثيرة تستخرج النفط من اراضيها ولها شركات تنقيب تستخرج النفط في دول أخرى ومن ضمنها روسيا الذي يعتبر النفط سلعة انتاج رئيسية لدعم ميزانيتها.
من هنا اعتقد ان ارامكو بحاجة الى التركيز على نشاطها الرئيسي داخليا وخارجيا تماشيا مع رؤية 2030, ومع التوجه لطرح جزء منها في اسواق المال المحلية والعالمية خلال عام 2018, اما من خلال استثمارها المباشر أو الدخول في شراكات مع شركات أخرى في مختلف أنحاء العالم.
خاص_الفابيتا
