واصل سوق الأسهم السعودية مساره التصحيحي الحالي بعد أن أنهى تداولات الأسبوع المنصرم على خسائر بلغت 100 نقطة أي بنسبة 1.4% رغم الإعلانات الإيجابية من معظم الشركات القيادية خاصةً البنوك، لكن يبدو أن تزامن هذه الإعلانات مع المسار التصحيحي أفقدها قوتها الإيجابية.
لكن اعتقد أن إيجابية إعلانات معظم القياديات كبحت جماح الهبوط قليلا بدليل استمرار احترام دعم 6.800 نقطة، وربما يكون استمرار إيجابية الإعلانات سببا في تغير المسار الحالي ومعاودة السوق للصعود مجدداً كما هو متوقع اليوم بعد الإعلان الإيجابي من شركة الاتصالات السعودية الذي صدر بعد نهاية جلسة الخميس.
أما من حيث السيولة المتداولة فقد بلغت حوالي 12.3 مليار ريال مقارنةً بنحو 12.8 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، واستمرار تراجع السيولة يؤكد أن المسار التصحيحي الحالي فقد جزءا كبيرا من زخمه البيعي، وهذا يعزز من فرضية اقتراب تغيير المسار نحو الصعود.
التحليل الفني
بعد فشل المؤشر العام للسوق في المحافظة على مستوى 7.000 نقطة مطلع الأسبوع الماضي، عاود السوق سلسلة تراجعاته مقتربا من دعم 6.800 نقطة، وهي أول ملامسة لمنطقة الدعم الرئيس والممتدة بين 6.700 نقطة و6.800 نقطة، ولذا شهد السوق ارتدادا جيدا في الجلسات الثلاث الأخيرة، لكن لا يمكن التأكد من انتهاء المسار التصحيحي حتى يعود المؤشر فوق المقاومة الأهم 7.200 نقطة، التي تعيد السوق إلى الحالة الإيجابية.
ومن أهم القطاعات الداعمة للسوق قطاع البنوك، الذي نجح حتى الآن في المحافظة على مستوى 5.100 نقطة، وهذا أمر إيجابي لكنه ما زال مرشحا للهبوط؛ لأنه لم يستقر فوق مقاومة 5.300 نقطة، ويبدو أن ذلك الأمر سيبدو صعبا؛ لأن البنك الأهلي ما زال يمارس ضغوطه على القطاع حتى الآن.
أما قطاع المواد الأساسية فما زال صامداً فوق دعم 4.600 نقطة، الذي دعم القطاع بقوة خلال الأسبوعين الماضيين بفضل ارتداد سابك لما فوق مستوى 95 ريالا ليبقى الأمل معقودا بتجاوز القطاع للمقاومة الأبرز عند 4.900 نقطة، التي ستدعم السوق بقوة خلال المرحلة المقبلة.
ومع إعلان موبايلي السلبي جدا واصل قطاع الاتصالات سلسلة تراجعاته ليقترب من الدعم التاريخي 3.880 نقطة، التي ربما يرتد من عندها القطاع خاصةً بعد الإعلانات الإيجابية من STC وزين السعودية، لكن لا شك أن كسر ذلك الدعم يعني أن القطاع سيمارس ضغوطا كبيرة على شركاته، بل وعلى السوق بشكل عام.
أسواق السلع العالمية
يبدو أن الدول المنتجة للنفط تعيش أفضل أيامها منذ عامين، حيث أغلق خام برنت عند مستوى 60.62 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2015، كما أغلق خام نايمكس على مستوى 53.90 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ حوالي 7 أشهر، والفرق بين الخامين يوضح مدى الضرر الذي ألمّ بقطاع النفط الأمريكي، الذي ما زال يعيش بدايات مرحلة التعافي.
فنيا أرى أن خام برنت اقترب كثيرا من أهم مقاوماته عند مستوى 64 دولارا، واتوقع من عندها يبدأ الخام مرحلة التصحيح، أما خام نايمكس فما زال أمامه الكثير ليعطيه، واتوقع أن نرى الخام قريبا عند مستوى 58 دولارا، وهو ما سينعكس إيجابا على شركات النفط الأمريكية.
ورغم هذه الإيجابية إلا أن البعض ما زال يستغرب عدم لحاق الأسهم السعودية بحركة النفط وهذا الأمر مبرر من وجهة نظري، حيث إن الأيام الحالية هي فترة نتائج وعادة عند ظهور النتائج تتأثر الأسهم بالنتائج أكثر من تأثرها بحركة أسعار النفط، التي يعود تأثيرها بعد فترة النتائج.
نقلا عن اليوم
شكرا لك على المقال . أسواق المال حساسة جدا للأخبار والمستجدات وخصوصا التصريحات التي تتبنى تنظيمات جديدة مثل خبر خفض الدعم عن الطاقة أو( رفع أسعار الطاقة) ومجمل تصريحات معالي وزير المالية عن هذا الأمر ضبابية فهو لم يؤكد التأجيل ولم يعط وقت محدد للتنفيذ وهذا بالطبع يخلق الحيرة في مسار السوق وهذا في ضني احد أسباب عدم تفاعل الشركات القيادية مع نتائجها الايجابية .